رواية قنديل أم هاشم : صراع العادات والتقاليد مع العلم

رواية قنديل أم هاشم : صراع العادات والتقاليد مع العلم

 

في هذا المقال، سوف نتحدث عن النقاط التالية :

تعتبر رواية قنديل أم هاشم واحدة من روائع الأدب المصري بصفة خاصة والأدب العربي بصفة عامة. لقد تم كتابة الرواية من طرف الكاتب والمؤلف المصري يحيى حقي، وتعتبر من أروع الروايات التي عالجت عادات المجتمع المصري وتقاليده في العشرينات من القرن الماضي. إستطاع يحيى حقي أن يوصل فكرة الصراع بين الشرق بعاداته وتقاليده والتي تقيد من  كل أفكار التطور العلمي و التكنولوجي ، والغرب وما يمثله من تقدم تكنولوجي وعلمي في مختلف مجالات الحياة.

لقد عرفت رواية قنديل أم هاشم نجاحا كبيرا وإنتشارا واسعا في مختلف ربوع وطننا العربي، حتى أنها صارت تدرس في العديد من المناهج والمقررات التعليمية في مختلف البلدان العربية، كما  تم تجسيدها في عمل سينيميائي مميز من بطولة النجم المصري شكري سرحان وعزت العلايلي وماجدة الخطيب .

 

نبذة عن الكاتب والمؤلف يحيى حقي :

ولد يحيى حقي في 7 يناير سنة 1905 في بيت صغير و متواضع من بيوت وزارة الأوقاف المصرية في حي السيدة زينب في القاهرة. لقد كانت أسرة يحيى حقي أسرة تركية مسلمة متوسطة الحال ومتشبتة بالأصول والتقاليد الإسلامية، حيث هاجرت أسرته من الأناضول إلى مصر في أوائل القرن التاسع عشر.

تلقى يحيى حقي تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب “السيدة زينب”، ثم إلتحق سنة 1912 بمدرسة “والدة عباس باشا الأول” الابتدائية بحي “الصليبية” بالقاهرة وهي مدرسة مجانية للفقراء وعامة الشعب. ولقد حصل يحيى حقي على الشهادة الإبتدائية سنة 1917 وكان من التلاميذ المتفوقين، حيث جاور في دراسته العديد من الزملاء الآخرين المتفوقين  كتوفيق الحكيم وحلمي بهجت بدوي .

 

ملخص رواية قنديل أم هاشم :

عائلة الشيخ رجب :

تدور أحداث رواية قنديل أم هاشم, حول عائلة الشيخ رجب والتي هاجرت من الريف إلى القاهرة وبالتحديد حارة المضيأة بالسيدة زينب أحد أكثر الأحياء شعبية في جمهورية مصر والقاهرة. لقد كان الشيخ رجب يعمل في التجارة، حيث قام بفتح متجر صغير في السيدة زينب، لتتسع بعد ذلك تجارته وتكبر وتستقر أحوال العائلة المادية في القاهرة. و كان للشيخ رجب ثلاثة أبناء، الإبن الأكبر كان مساعده ويده اليمنى في المتجر، حيث إكتفى بالدراسة في الكتاب ليقرر بعدها مساعدة والده في إدراة المتجر.

الإبن الأوسط للشيخ رجب كان أكثر طموحا بقليل من أخيه الأكبر، حيث درس في الأزهر الشريف، لكن بعد محاولات عديدة، أخفق في دراسته ليقرر بعدها الرجوع إلى الريف والعمل كمأذون. بينما كان الإبن الأصغر وبطل روايتنا يدعى إسماعيل، أكثر أخوته ذكاء وطموحا، حيث كان إسماعيل متفوقا في دراسته وكان الأذكى بين أقرانه، مما جعل والده يعلق عليه الكثير من الآمال ويقوم بما في وسعه بدعمه، حيث لقي إهتماما كبيرا من كل أفراد العائلة و كان ينادى بلقب سي إسماعيل رغم صغر سنه آنذاك.

إسماعيل و التفوق في الدراسة :

إستمر تفوق إسماعيل في دراسته عاما بعد عام وزادت معه طموحاته، لكن إسماعيل تأثر أيضا بالمحيط اذي عاش و كبر وتربى فيه في حي السيدة زينب الشعبي والذي كان مرتعا للشحاذين والمتسولين وبائعي الفول والمسواك. كما لم يخلو حي السيدة زينب من السكارى والخمارات. الشيء المثير للإهتمام في حي السيدة زينب، هو قنديل أم هاشم والذي كان الناس يتبركون به للشفاء من الأمراض المستعصية ولقد كان الشيخ درديري المسؤول عن زيت أم هاشم من الأصدقاء المقربين لإسماعيل والذي كان يأمل في دراسة الطب خارج مصر.

السفر إلى لندن و التعرف على المجتمع الغربي و عاداته :

تحدث إسماعيل مع والده الشيخ رجب عن رغبته في دراسة الطب في بلاد بره أو في الخارج، ولم يكن الشيخ رجب يرفض طلبا لولده المدلل إسماعيل والذي كان يعتبر رمزا للفخر في عائلة الشيخ رجب . باشر الشيخ رجب في إجرائات سفر إسماعيل لدراسة الطب، حيث وقع إختياره على مدينة الضباب لندن، ليقوم إسماعيل بالسفر إلى هناك. قضى إسماعيل فترة من الزمن في لندن و التي حصل فيها على شهادة الطب، لكن الفترة الزمنية التي قضاها إسماعيل في لندن كانت صعبة، نظرا للإختلاف الكبير في التقاليد والعادات والإنفتاح الفكري الذي كان يتميز به المجتمع الإنجليزي مما أثر في شخصية إسماعيل الشاب الريفي.

أثناء فترة دراسة إسماعيل في لندن، لقي العديد من الصعوبات في الإندماج في المجتمع الإنجليزي والذي يختلف عن المجتمع الريفي بكل المقاييس، حيث لم يجد إسماعيل من يخفف عليه ويواسيه إلا زميلته في الدراسة ماري. لقد وجدت ماري في إسماعيل برائة وشهامة لم تجدها في الرجال الغربيين، مما دفعها إلى التقرب من أكثر فأكثر.

عودة إسماعيل إلى القاهرة و حي السيدة زينب :

رجع إسماعيل إلى بيت العائلة في السيدة زينب، بعدما تأثرت شخصيته بالمجتمع الغربي وإنفتاحه وتقدمه العلمي و التكنولوجي، مما جعل إسماعيل ناقما وساخطا على المناظر التي يراها في حي السيدة زينب، من مظاهر الشحاذين وغيرهما من العامة. مباشرة بعد وصوله إلى منزل العائلة وطرق الباب، فتحت فاطمة إبنة عم إسماعيل والتي كان تحبه منذ الصغر الباب، لتفاجيء بوقوف إسماعيل وراء الباب و تقوم بإخبار والديه الذين فرحا فرحا عظيما، ليدخل إسماعيل بيت العائلة من جديد والذي كان فارغ تقريبا من الأثاث الذي بيع في سبيل تمويل دراسة إسماعيل في الخارج.

لعنة قنديل أم هاشم :

بعد أول ليلة من رجوع إسماعيل من لندن و قبل خلوده للنوم، سمع والدته تدعو بنت عمه فاطمة لتقطير زيت أم هاشم في عينيها قبل الخلود إلى النوم. لقد آثار هذا الأمر إستغراب إسماعيل والذي سأل والدته عن جدوى تقطير الزيت في عيون فاطمة، لتجيبه والدته أن زيت قنديل أم هاشم بركة وفيه شفاء لكل الأمراض. فقام هاشم بفك عصابة عيني فاطمة ليلقي نظرة عليهما ويفاجأ بسوء حالتهما بسبب رماد زيت قنديل أم هاشم فيجن جنون إسماعيل. أخذ إسماعيل عصا والده وذهب إلى قبر أم هاشم وقام بتحطيم وتكسير قنديل أم هاشم المبارك، ليفاجيء بهجوم الناس عليه والذين إنهارو عليه بالضرب لدرجة الإغماء.

أهمية الدين بجانب العلم :

بقي إسماعيل طريح الفراش لما يزيد عن أسبوع بعد تعرضه للضرب من طرف الناس بعد تحطيمه لقنديل أم هاشم المبارك والمقدس. بعدها قرر إسماعيل البدأ في علاج إبنة عمه فاطمة بالأدوية والعلم ، حيث إستشار العديد من أصدقائه من أطباء العيون والذين وصفو له دواء محدد فعالا لعلاج حالة فاطمة. لكن الدواء لم يأتي بأي نتيجة وما زاد الدين بلة، هو سوء حالة فاطمة والتي أصيبت بالعمى، مما سبب إحباطا كبيرا لإسماعيل والذي قرر ترك الحارة والعيش في فندق صغير.

مرت الأيام و الليالي وحل شهر رمضان المبارك ، حيث لم يكن إسماعيل الناقم والساخط على المجتمع ينوي أن يصوم، حتى حلت ليلة القدر بأجوائها الروحانية والتي ذكرت إسماعيل بما تربى عليه، فقرر عندها أنه لا فائدة من العلم بدون دين و إيمان. بعدها قام إسماعيل بأخذ قنينة من زيت أم هاشم من صديقه الشيخ درديري وملأها بالدواء و قام بالبدأ مرة أخرى في علاج فاطمة لتثمر جهوده ويتم شفاء فاطمة على يديه، ليقوم بعدها إسماعيل بفتح عيادة لأمراض العيون لمعالجة أبناء الحي وتزوج بعدها من إبنة عمه فاطمة، ليعيش بعدها إسماعيل مرتاح البال مع نفسه وضميره.

 

للمزيد :

تحميل و قرائة رواية قنديل أم هاشم

 

لمزيد من المقالات 

منوعات

LIBERTY MAGAZINE

————————————————————————————————————-

Leave a Reply

Scroll to Top