لماذا يكره الفلاسفة المرأة؟ ومن أكثرهم معاداة لها؟ ربما تذهب حكمة الفلاسفة –حتى ذو العقل المستنير منهم- في مهب الريح عندما تعلم كم التحيّز والذاتية في رؤيتهم للمرأة.. كثيرًا ما كرسوا دونيتها، وأحطّوا من قدرها، في أقوال ما كان لها إلا أن تترسخ في الأذهان جيلًا بعد جيل، لتكون محصلتها هي إقصاء المرأة من كافة الحقوق لصالح الرجل.. ومن خلال موقع إيزيس نفيض عليكم ذكرًا حول رؤية الفلاسفة للمرأة.
لماذا يكره الفلاسفة المرأة؟
نعلمُ أن محصلة الفكر الفلسفي لأحد الفلاسفة العظام ما هي إلا نتاجًا لتجاربهم والأحداث التي مروا بها، فعندما نرى في كلمات فيلسوف ما عن المرأة ما يذمّها أو يحط من قدرها فهذا ليس بشيء عُجاب.. فقط اكتشف سر كلماته وما ورائها من أسباب تبدو شخصية وإنما جعلها عامة عندما انتقل وقع تلك الكلمات على الأذهان، وترسخت في العقول.
إن النظر إلى دونية المرأة في آراء الفلاسفة الغرب لا يندرج إلا جراء الفهم السائد لدور المرأة في مجتمعاتهم، فكانت الثقافة مؤثرًا جليّا في رؤيتهم، وبالرغم من الواقع المشين إلا أن هناك من الفلاسفة ما أنصفوا المرأة حقها، لكنهم كانوا قلة قليلة مستترة لم تلقَ رؤيتهم النور.
ربما تدركين كره الفلاسفة للمرأة إن تمعنتِ في تشبيه “كانط” الفيلسوف الألماني المرأة بالوعاء الذي نقذف فيه ذرياتنا.. وإن أدركت سبب استفسار “مونتسكيو” الفيلسوف الفرنسي ما إن كان من الأفضل أن تمارس المرأة حريتها أم تُسلب منها؟
كذلك إن علمت الدافع لـ “سبينوزا” في اعتقاده أن الرجل وحده هو المهيأ للحكمة.. ستعلمين لماذا يكره الفلاسفة المرأة.. وما يحسم اعتبارك لآراء الفلاسفة في دونية النساء ما ذهب إليه “روسو” –وهو الداعم الأول للحقوق والديمقراطية- بأن الرجال يتفوقن على النساء فليس لهنّ من الإنجاز ما يُذكر.
كذلك أفلاطون.. لم تأت مدينته الفاضلة مُنصفة للمرأة، إنما رآها أدنى من الرجل في عقلها وفضيلتها، وما أقبح من كونه مزدريًا لأمه، فقط لأنها امرأة، فهي المخلوق المشوه الذي أنتجته الطبيعة.
فلتتطرقي إلى نزعة “شوبنهاور” المعادية للمرأة وأرجعيها إلى نظرته المتشائمة لتجربته الوحيدة مع امرأة واحدة كانت له كل النساء، وتذهبين إلى ما ذهب إليه “كيركغارد” في تشنيعه بجنس النساء في العموم، ربما لم يسلم من أولئك سوى “ماركس” الذي في دعوته للشيوعية رأى أن الرأسمالية تقضي على الرجال والنساء على السواء، فقد أعطى المرأة نصيبًا من الذكر الحسن!
المرأة مصدر كل شر عند سقراط
لك أن تعلمين لماذا يكره الفلاسفة المرأة إن تطرقت إلى ما قاله سقراط بأن حواء هي الأساس الذي يستدعى به كل الشرور.. دعيني أخبرك أن سقراط كانت له زوجة تُدعى “اكزانتيب” ذكر عنها سقراط أنها لا تعرف قيمته إلا في حالة احتياجها، ولا تفكر إلا في الوضع المادي الذي ستعيشه هي وأبنائها.
فينسب البعض ما نعت به المرأة إلى ما عانى منه مع زوجته.. إلا أن هناك دراسات أخرى تشير إلى ظلم التاريخ لها، والتفسير الخاطئ لما وراء قوله، وهذا لأن له من الأقوال الأخرى ما أنصف فيها المرأة حقها، فقد قال إنها أحلى هدية للإنسان، وقال أيضًا إنها التي تعلمنا كيف نحب ونكره ونبكي ونبتسم!
ما قاله أرسطو عن النساء
يُنسب إلى أرسطو التأثير الأكبر على المفكرين ورؤيتهم الدونية إلى المرأة، فذكر في فلسفته أن النساء يجب أن يكن خاضعات إلى الرجال، بدرجة لا تصل بهنّ حتى إلى درجة العبيد.. وهذا الظلم والإجحاف كان يُنسبه إلى أن هذا الكائن هو الأكثر خطاعًا وشكوى وعاطفة واندفاع غير مبرر.
قد اعتبر أن الأم توفر فقط العنصر المادي لطفلها بيد أن الأب هو الذي يقدم له العنصر النشط، وما جاء في قول أرسطو ويمثل الأكثر إهانة للمرأة أنه نعتها بالذكر غير المكتمل، فأغلق أرسطو بتلك الفلسفة الأبواب في وجه المرأة لعدة قرون.
فالفلسفة الإغريقية على الرغم من التنوير الثقافي إلا أنها لم تحظ فيها المرأة بأي مكانة، وأرسطو أثر كثيرًا في التراث الفلسفي أكثر من غيره، ولمّا أقام البناء المجتمعي على الأعلى والأدنى، فقد رأى أن المرأة تستحق أن تكون في الأدنى، مقابل الرجل الذي هو الأعلى لأنه الجزء العاقل الحر من يخول له السيادة.. في ظل أن تقوم المرأة فقط بإنجاب ورثة تلك السيادة!
نيتشه.. الفيلسوف الأكثر كرهًا للمرأة
“لا تذهب إلى المرأة إلا والسوط معط” يالها من عبارة مُخزية، ذلك الفيلسوف الألماني الذي شبه المرأة بالحيوان، فهو الأكثر كرهًا للمرأة مقارنة بغيره من الفلاسفة، علاوةً على أنه معروف بمزاجه المتطرف تجاهها، فينسب إليها كل الصفات المتطرفة بين الاضطراب والضعف والتقلب والتلون.
على أن كره نيتشه للمرأة جاء ضمن الاستراتيجية المتبعة لإثبات أن المرأة بصفاتها المتأصلة تعتبر نتاجًا لرغبات الرجل وأهوائه فحسب.
كما أن هناك مقولة تُنسب إلى نيتشه وهي “المرأة فخ نصبته الطبيعة”.. إن تعمقنا في سببها نجد إجابة وافية للسؤال المطروح لماذا يكره الفلاسفة المرأة؟ فعلى الرغم من أنه نشأ بين أمه وأخته وكان لهما كل الفضل عليه إلا أن تجربة عاطفية فاشلة قد جعلت منه الفيلسوف الأكثر كرهًا للنساء.
فكان يُحب فتاة بروسية، تركته وتزوجت من آخر، رغم أنه قبل قدميها حتى لا تتركه، وما كان لها إلا أنها غير مبالية بمشاعره التي أطاحت بها.. كانت تكفيه تلك البروسية حتى يكره نساء العالم أجمع!
أقوال الفلاسفة عن المرأة
ما قيل على ألسنة بعض من الفلاسفة يجعلك تدركين بحق لماذا يكره الفلاسفة المرأة، ونعرض من تلك الأقوال ما يلي بعض أن استفضنا في الحديث آنفًا:
- “المرأة كالإعلان يحقق غايته بالتكرار “ دورانت.
- “المرأة كالعقرب تشُق طريقها في الحياة . . بأن تلدغ من يقف في طريقها“ أناتول فرانس.
- “المرأة . . هي المرض” أبقراط.
- “المرأة . . هي العمل الوحيد غير الكامل . . الذي ترك الله أمر إتمامه للرجل“ أدينوس.
- “المرأة . . مصدر كل شر “ سقراط.
- “المرأة إنسان ناقص التكوين . . وكائن عرضي“ توما الأكويني.
- “المرأة هي الاشمئزاز . . وفقدان النطق ، والجهالة العنيدة“ مونترلان.
- “المرأة كالوردة . . تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها“ أرسطو.
- “المرأة مثل القطة . . تحيا بتسعة أرواح“ جون هيود.
- “المرأة تترقب الرجل . . ولكن كما تترقب العنكبوت الذبابة“ برناردشو.
- “المرأة . . آخر شيء تصل إليه الحضارة“ جورج مريديث.
- “المرأة هي الجزء العصبي من المجموع الإنساني .. والرجل هو الجزء العضلي منه“ هالي.
- “المرأة كالغصن الرطب . . تميل الى كل جانب مع الرياح، ولكنها لا تنكسر في العاصفة“ زواتلي.
لا تفكرين في هذا العداء الموجه للمرأة من أحكم الفلاسفة وأكثرهم استنارة.. فلا يوجد من البشر من له الكمال الفكري مطلقًا، وهذا جانب من الجوانب الفكرية، ارتبطت بتجارب فكانت الرؤية ذاتية بحتة.. وهكذا يأتي الفكر الفلسفي نتاجًا لما مر به الفلاسفة، وما تأثروا به في بيئتهم، وما كان للفكر الثقافي المجتمعي السائد تأثيرًا عليهم.
بين كل الفلاسفة ممن افتقدوا الارتقاء الفكري وكانت آرائهم تجاه المرأة تخلو من الإنصاف والعدل الإلهي، عليكِ أن تنظري إلى المكانة التي منحك الله إياها، والمنزلة التي تكفل لكِ كل الحقوق.