رموز الحركة النسوية في السعودية كان لهُنّ دورًا بارزًا في نجاح الحركة وحصول السعوديات على الحقوق التي سُلِبت منهُم.. فقد عانت السعوديات لسنوات كثيرة سابقًا ولولا شنّ الحركة النسوية لاستمرت في معاناة محققة، لكن تُرى من هُم أبطال الحركة النسوية السعودية؟ دعيّنا من خلال موقعنا نُعرفكِ عليهن.

Lebanon Magazine

Lebanon Magazine News

رموز الحركة النسوية في السعودية

ثمّة جدالات حقيقية في المساواة بين الرجُل والمرأة، والعلاقة بينهُما.. لاسيّما مع تعرُض المرأة إلى اضطهاد مُجتمعي وكبت لحرياتها الطبيعية، وقد كانت المرأة قديمًا مُستضعفة، إلا أنها الآن أصبحت اليد المتين للمُجتمع، القادرة على الوقوف صامدة أمام الرجال.

شنّت النساء السعوديات حركة مُطالبة فيها بحقها في المُجتمع.. كقيادة السيارة، إلا أنها أثبتت جدارتها وقدرتها على أخذ حقِها برغم اعتقال الكثير ممن شجعن الحركة.

ثمَّة ناشطات سعوديات تركن حياتهِن من أجل فك المُعاناة اللاتي تواجهها السعوديات، حتى أصبحن رموز الحركة النسوية في السعودية وتُرفع لهُنّ القُبعة.

 

1- لجين الهذلول

رموز الحركة النسوية في السعودية

تنتمي لُجين إلى أسرة مُتحررة اجتماعيًا، أمضت سنوات طويلة من طفولتها في فرنسا، كانت مُعارضة لولاية الرجُل السعودي، وقادت حركة قيادة السيارة للنساء في السعودية، وساعدها في ذلك أبيها ضابط البحرية الملكية السعودية.

فكان أبيها المُساعد الأول لها في الحركة، في عام 2012 قام بتصويرها عندما قادت السيارة للمرة الأولى، ونشرت المقطع على أبلكيشن كيك، تُبرز وجهها جيدًا وتؤكد على اسمها الصريح؛ منعًا من قول إنها سعودية تعيش في الخارج وتُريد فرض القيم الغربية على المُجتمع السعودي.

كانت لُجين في الثالثة والعشرين من عُمرها، وحققت شعبية كاسحة، حيث حظيت الفيديوهات بنسبة مُشاهدات عالية، وشاركت الناشطات في الغرض ذاتُه بتصوير مقاطع فيديو وهُنّ يقدن السيارة وتخطى 30 مليون مُشاهدة.

تعرضت لُجين إلى النقد لأنها أقل عُرضة عن الناشطات السعوديات كونها تعيش في الخارج، لذا اتخذت قرار العودة إلى بلادها في أواخر 2013.. لتبدأ المُناضلة.

كان أبيها في انتظارها في المطار، واستقبلها ومنحها مُفتاح السيارة لتقودها وهو جالس بجوارِها، وقام بتصويرها ووصفت الفيديو حينها بـ: حينها أصبحت شخصية فاعلة في الحملة.

لكن لم يستمر الأمر كثيرًا، فاستدعت وزارة الداخلية أب لُجين ليمضي على تعهُد بعدم قيادة ابنته للسيارة مرة أخرى، حتى أصابها الذعر ورأت أن محاولتها لإثبات أنها فرد مُستقبل في المُجتمع باءت بالفشل.

في العالم التالي وحينما بدأت حملة النسوية في زخمها، اتخذت قرار إنعاش الحملة وبث الحياة فيها، فقدمت على طلب رخصة قيادة عندما كانت تقطن في الإمارات، وحصلت على رُخصة مُعترف بها في جميع دول مجلس التعاون الخليجي.

في نوفمبر 2014، تم عقد قران لُجين على مُقدم البرامج السعودي فهد البتيري، وبعد أسبوع استقلت السيارة دون عِلم عائلتها إلى الحدود بين الإمارات والسعودية، وانتظرت 26 ساعة دون عبور الحدود!

نشرت لُجين تغريدة:

لا يحق للسلطات السعودية منعي من الدخول حتى لو كنت بوجهة نظرهم مخالفة لأني سعودية.. إنّ رخصتي صالحة في كل دول مجلس التعاون (الخليجي)“.

حتى اعتُقلت لُجين ولكنها خرجت بعد التعهد بعدم التحدث عن حرية قيادة المرأة للسيارة، ولكن صُدِر قرار السماح للسعوديات بقيادة السيارة.

حينها كرست لُجين جهودها في الدفاع عن حقوق المرأة، مثل إلغاء قانون ولاية الرجل السعودي، ولكن لم يسير الأمر على نحو اعتقادِها، فقد اعتُقلت لُجين في 18 مايو 2018.. وتم الإعلان على أن الاعتقال بتهمة التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة.

لم تبدأ جلسات المُحاكمة سوى في 13/3/2019 مع مجموعة من النشاطات المُعتقلات، وقبل المُحاكمة كتبت علياء أُخت لُجين مقالة في صفحة الرأي في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية توضح مُعاناة أختها، قائلة:

إن مستشار القصر سعود القحطاني دأب على حضور جلسات تعذيبها، وكان يضحك ويهددها بالاغتصاب والقتل وإلقاء جثمانها في مجاري الصرف الصحي، وأجبرها على أن تأكل معه ورجاله خلال شهر رمضان“.

علاوةً على حرمانها من زيارة أسرتها في السِجن، وقامت بالإضراب عن الطعام، وظلت حبيسة انفرادي لأشهر كثيرة.

حتى تعالت أصوات السعوديات والمُناشدات الدولية تُطالب بإطلاق سراح لُجين والكف عن تعذيبها، مع الناشطات المُدافعات عن حقوق المرأة السعودية، فكانت لُجين بذلك من أهم رموز الحركة النسوية في السعودية.

2- إيمان النفجان

رموز الحركة النسوية في السعودية

كانت تعيش المرأة السعودية لسنوات خلف النقاب الأسود حتى ظهرت إيمان النفجان وأمثالها من الناشطات السعوديات، فقد حققت المرأة السعودية مكاسب كثيرة على مدار عامي 2018/ 2019، إثر إشعال الناشطات شمعة في الظلام!

إيمان ابنة ضابط عسكري سعودي، حاصلة على الماجستير في اللغة الإنجليزية، وبدأت الكتابة في مدونة “امرأة سعودية”، كان يعلوها الصوت الحُر، وتُركز على القضايا الثقافية والاجتماعية للمرأة السعودية.

لم تكُن إيمان معروفة كثيرًا، إلا أنها عُرفت ضِمن الناشطات اللاتي عبرنّ عن رفضهنّ لمنع قيادة النساء للسيارة، فقد قامت بالتجول بالسيارة في شوارع الرياض، ثُمَّ انضمت لاحتجاجات السعوديات في حملة مُطالبة تمكين المرأة السعودية.

لكنها اعتُقلت مع لُجين الهذلول في 15/5/2018 بالتُهمة ذاتِها، ولكن حدثت ضجة وجدال عبر السوشيال ميديا، فكيف تُعتقل الناشطات أثناء إعلان ولي العهد السعودي بمنح السعودية كافة حقوقها!

بعد أول مُحاكمة لها، أُطلق سراحها بعد دفع كفالة بشكل مؤقت لحين انعقاد الجلسة الثانية.. وهي الآن تُقيم في الرياض.. وتُعدّ من أبرز رموز الحركة النسوية في السعودية.

3- عزيزة اليوسف

رموز الحركة النسوية في السعودية

أستاذة دكتورة علوم الحاسب بجامعة الملك سعود، وإحدى أبرز الناشطات السعوديات اللاتي اشتهرن بعد الخروج والمُطالبة بحق قيادة السعودية للسيارة، فكانت إحدى أشهر رموز الحركة النسوية السعودية.

علاوةً على أنها كانت طرف مُهم في حملة “أنا ولية نفسي” للتخلص من قُمع ولاية الرجال على النساء، وحاولت كثيرًا لإلغاء الولاية رسميًا إلا أنّ كافة العرائض المُقدمة قوبلت بالرفض.

اعتُقِلت عزيزة أول مرة خلال قيادتها للسيارة مع صديقتها الناشطة إيمان نفجان، وتم إطلاق سراحهِنّ بعد إمضاء تعهُد بعدم القيادة مرة أخرى جبرًا.

ثمَّة نساء ورجال شاركوا في حملة المُطالبة بحقوق المرأة مع عزيزة ولُجين في 2018، إلا أنه تم اعتقالهِم بتهمة التجسس لأطراف أجنبية، لكنّ أُطلق سراحها بعد دفع الكفالة مع إيمان النفجان.

4- سمر محمد بدوي

رموز الحركة النسوية في السعودية

ضحية نظام الولاية للرجُل السعودي، سمر التي عاشت مع والدتها 15 عام، إلا أنها كانت تتعرض للتعنيف والاعتداء، حتى وصلت لسن الواحد والعشرون وقامت برفع قضية على أبيها تُقاضيه برفض تزويجها.

إلا أنها تأذيت أكثر حينما رفع والدها قضية عصيان عليها، وتم القبض عليها في 2010.. ولكنّ مع علو صوت الحملات التضامنية معها تم الإفراج عنها، ونُقلت ولايتها إلى عمِها.

شاركت في حملة قيادة المرأة السعودية للسيارة، ورفعت دعوى في ديوان المظالم على إدارة المرور السعودية لرفض إصدار رخصة قيادة لهنّ، وعلى إثر ذلك حصلت على جائزة من وزارة الخارجية الأمريكية لدورها البارز في حقوق المرأة.

احتجزت سمر لانضمامها لعِدة حملات نسوية في 2016، وبعد التحقيق معها أُطلق سراحها بدفع الكفالة خلال فترة وجيزة، إلّا أنها عادت مُجددًا!

كان لسمر تأثير كبير في جمعية حقوق المرأة السعودية، وعلى إثر اعتقالها استنكر مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط اعتقالها بعدم وجود سبب لذلك، قائلًا:

هذا تصرف آخر من السلطات في السعودية ينذر بالخطر وبقرب حدوث نكسة لحقوق الإنسان في المملكة.. السلطات في السعودية على استعداد للذهاب في حملة لا هوادة فيها لمضايقة وترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان في ظل كل هذا الصمت الدولي“.

في 2018 تدخلت السفارة الكندية في اعتقال سمر، وطالبت في بيان رسمي بالإفراج عنها عاجلًا، إلا أن الحكومة السعودية رأت هذا تدخل في شؤونها الداخلية دون حق، مما تسبب في انقطاع العلاقة ما بين السعودية وكندا.

قضت سمر فترة عقوبتها، ثُمَّ أُطلِق سراحِها في 27/6/2021، ولكن كانت من أهم وأفضل رموز الحركة النسوية في السعودية، فقد شجعت وألهمت نساء أخريات كثيرة.

أهداف الحركة النسوية السعودية أصبحت واقعًا!

إنّ العادات والتقاليد العربية المُتعارف عليها تكبّل المرأة وتحد من انخراطها في الحياة.. بمعنى أدق، تخرس صوتها الرنان، وإنّ قررت الذهاب إلى العمل فويلٌ لها مما سيعترضها!

لكن يجب التفريق بين الحرية والتحرُر، فالحُرية هي أن تقول الفتاة: “أنا حرة في ارتداء ملابسي، في انتقاء أصدقائي”، أمّا عن التحرر.. فهو الخروج عن العادات والتقاليد، كعدم خروج الفتاة ليلًا بمفردها والتجوال في الطرُقات لأنه “عيبًا”.

على مدار سنوات، لاسيّما عند ذيوع الحركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثبتت قدرتها على التغيير.. فأصبح هُناك تعديلات فيما للمرأة السعودية من حقوق مُقننة، وأخيرًا صوت السعوديات الآن يُسمع.

1– حق قيادة السيارة

منذُ اثنين وثلاثين عامًا لم يكُنّ للمرأة السعودية حق قيادة السيارة، حيثُ خرجت ما يُقارب ٤٧ امرأة وقدنّ ١٣ سيارة في الطريق العام، لكن الرد كان صادمًا.. حيثُ تم اعتقالهنّ، واستتبعه الأمر بالمنع من السفر بمفردهنّ من قِبل أولياء أمورهِن.

علاوةً على فصلهنّ من العمل لفترة دامت لسنتين وعشرة أشهُر، لكن برأفة من الملك بن عبد العزيز آل سعود، قرر بأمر ملكي بعودة جميع المفصولات عن عملهِن.

لم يقف الأمر على هذا الحد، بل عادت مُتطلبات المرأة بقيادة السيارة حينما شنّت السعوديات الحركة في سنوات متتالية.. 2011، 2013، 2014 عبر السوشيال ميديا.

كان ذلك بالخروج لقيادة السيارة، من قِبل عدد من الناشطات، حتى جاء القرار من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بتمكيّن المرأة من استخراج رخصة القيادة، وبذلك بدا لها الحق في قيادة السيارة.

2– تخصيص المحلات النسائية

كانت المحلات المُخصصة لبيع الملابس الداخلية للنساء العاملين بها من الرجال، مما أثار السخط لعدد كبير من السعوديات، حتى أُطلقت حملة على نطاق واسع مُطالبة بتخصيص العمل في تلك المحلات للإناث.

كان ذلك في عام 2010؛ لعدم تنفيذ هذا النص الذي صُدر في عام 2006.. إلا أنه تم العمل به مُجددًا على مراحل، حتى أُقِر بتنفيذه وتخصيص العمل في تلك المحلات للنساء فقط في 2012م.

3– حق التصويت

إنّ المرأة السعودية تعرضت لاضطهاد كبير دام لسنوات، إلا أنه مع انفتاح العالم، والتقدم التكنولوجي الذي شهده منذُ عشرين سنة وعلى مدار متواصل أصبحت تتطلع إلى الأفضل.

في الواقع، كانت المرأة السعودية قديمًا ممنوعة من الترشُح في المناصب السياسية، أو على الأقل التصويت، وهذا يعني عدم اعتراف الدولة بها، فكيف يُسلب منها حق كذلك وهي قاطنة في المملكة!

إلى أن ظهرت أولى مُتطلبات الحركة السنوية في عام 2011 عبر تويتر، وهي حق التصويت والترشُح، وكان لهذا أثر إيجابي كبير، فسُمح لها بعِدة أمور.

  • سُمح لها في عام 2011 من مجلس الشورى السعودي بحق المُشاركة في الانتخابات البلدية.
  • مُنحت حق العضوية في مجلس الشورى بقرار من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في سبتمبر 2011م.
  • حق العضوية في مجالس البلدية ونُفذ في 2015م.

4– إزاحة نظام الولاية

نظام الولاية هو أن تكون المرأة مسؤولة من رجل في عائلتها، حتى وهي بالغة، فلا يُسمح لها بأي من الإجراءات ولو البسيطة مثل السفر، أو العمل سوى بأخذ الإذن من وليّها.

إلى أن طفح الكيْل، وبدأت المُطالبة بإلغاء نظام الولاية في عام 2011 على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.. دون هوادة أو تخلّي، لم تتوقف المُطالبة حتى عام 2016م.

حتى في عام 2017 صُدر قرار بإلغاء الولاية على السعودية في بعض الأمور، سوى في حق السفر، أو استخراج وتجديد جواز السفر، فلا بُدّ من أخذ إذن وليّها.

لكن لم يكُن هذا القرار مُرضيًا، خاصةً أنه لم يُنفذ، فثمَّة جهات مازالت تُطالب المرأة بالحصول على موافقة ولي أمرها، وبدأن في المُطالبة مُجددًا عبر تويتر، لكن تلك المرة كانت المُطالبة أقوى من ذي قبل.

حتى في 2019 أقرّ مجلس الوزراء السعودي بتعديل القرار، وهو بالسماح للمرأة باستخراج جواز السفر وتجديدُه، علاوةً على السفر دون إذن وليها ما إنّ تجاوزت الواحد والعشرين عامًا.

 

الحركة النسوية.. ما بين المكاسب والتحديات

كان لرموز الحركة النسوية في السعودية أثر كبير في تحقيق الكثير من المطالب، فأخيرًا أصبح للسعوديات صوت في المُجتمع، بفضل الله.. ثُمَّ نضالهِن.

على الرغم من ذلك، إلا أن الحركة النسوية بعيدة حتى الآن على أن تكون مسار لتحويل ثقافة شائعة في المُجتمع، ولكن إن كانت هذه المرحلة أُجِلت لِما بعد تغيير القوانين، فلا بُدّ من تسليط الضوء عليها.

فلتغيير القوانين الاجتماعية والاقتصادية هو ما سيُساعدها على عدم التراجع عما حققته، وهذا هو التحدي المُنتظر للناشطات السعوديات.

 

نضال الحركة النسوية السعودية ما زال مُستمرًا

ثمَّة نساء آل بهنّ المطاف إلى الأسر في المُعتقلات، إثر مناداتهنّ بحقوق راغبات في الحصول عليها.. هكذا كان حال الناشطات السعوديات، وما زال الاضطهاد مُمارسًا ضدهنّ.

هذا ما يخيف الأخريات الراغبات في الحصول على حقوقهِنّ المُهدرة، ولكن مرحلة الاعتقال تلك ما هي سوى جزء من الألم الذي تتعرض له النساء في المُجتمعات العربية.

فليس لاعتداءات وعذابات لُجين الهذلول، ومُعاناة سمر ونسيمة وإيمان في البُعد عن أطفالهِن والكثير ممن يقفن في المُعتقل.. سوى سبيل لإنهاء الظُلم المُستمر الذي تتعرض له المرأة العربية.. وصور العنف المُمارس ضد المرأة، والمُبالغة في التعسّف.

وعليه، بناء مواطنة حقيقية قائمة على المساواة.. لا يُسلب حق طرف مرضاةً للآخر، أو التقليل من شأن جنس على حساب قرينه، فمازال للحركة بقية حتى الآن، وسيستمر صوت المرأة عاليًا حتى يُسمع صداه.

على الرغم من مُعاناة قائدات الحركة النسوية السعودية في المُعتقلات والغُربة، إلا أنهُنّ يُفكرن فقط في حصول المرأة على حقوقها كاملة، فلا يُبخس بحقها!

Leave a Comment

Scroll to Top