هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية؟ وكيف يكون لباس المرأة حينها؟ وهل تجوز المصافحة عند الرؤية؟ ذلك أنَّ الله -عز وجل- حثّ المرأة المسلمة على الالتزام بالزيّ الشرعي صيانة لها من الفتن، ومرضاة له سبحانه وتعالى، فلا تُظهر أي شيء من بدنها لغير محارمها، ومن خلال موقعنا يمكن أن نوافيكنّ بذلك.
هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية
أباح الله -عز وجل- للرجل أن ينظر للمرأة التي يريد الزواج منها، وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على نظر الخاطب للمخطوبة وندب إليه.
ذلك أن نظر الخاطب إلى من يرغب الزواج منها قبل إتمام الخطبة والموافقة يجعل الأمور أكثر إيضاحًا، فيرى كلا الطرفين رغبتهما في الآخر من عدمه.. فلا يجد فيها ما لا يلقى استحسانه بعد إتمام الزيجة.
حيث جاء في الحديث المروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “عنِ المغيرةِ بنِ شعبةَ أنه خطب امرأةً فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ انظُرْ إليها فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما.”
لمَّا كانت النظرة إلى المخطوبة على خلاف الأصل، فقد كان لها العديد من الضوابط التي يجب أن يلتزم بها الرجل والمرأة.. فقد اختلف الفقهاء في هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية أم لا وكان لهم العديد من الآراء.
- جمهور الفقهاء يرى أنه لا يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية، لأن محل النظر عندهم هما الوجه والكفين فقط، فمن خلالهما يُعرف جمال المرأة ومحاسنها، وأنه لا يجوز كشف غيرهما من البدن.
- يرى البعض: أنه يجوز للخاطب أن يرى منها ما يراه محارمها من أهل بيتها من الوجه والشعر واليدين والقدمين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أباح النظر إلى المخطوبة بدون علمها، فلما كانت تلك الأشياء تظهر في العادة، دل على جواز إظهار تلك المواضع من بدن المرأة.
- آخرون يرون أنه يجوز النظر إلى جميع بدن المرأة ما عدا عورتها، وعليه فإنه يجوز للمرأة لبس القصير في النظرة الشرعية.. فقال الظاهرية “ومن أراد أن يتزوج امرأة حرة أو أمة، فله أن ينظر منها متغفلاً، وغير متغفل إلى ما بطن منها وما ظهر”.
- قال الإمام الأوزاعي– رحمه الله– ” ينظر إلى مواضع اللحم” أي أن الخاطب يرى من المرأة التي يريد خطبتها مواضع اللحم.
فلا يجوز إذًا كشف الساق في النظرة الشرعية عند الجمهور.. أما من قال إنه يرى منها ما يظهر في الغالب فيجوز عنده كشف الساق في النظرة الشرعية.
كذلك من قال إن الخاطب ينظر إلى ما يدعوه لنكاح المرأة فيجوز عندهم كشف الساق، واستدلوا على ذلك بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أذِن بالنظر إليها بدون علمها، فدل ذلك على أنه ينظر إلى ما يظهر في الغالب.
مع التأكيد على أنه الأحرى بفتاة مسلمة أن تلتزم الزيّ الشرعي الذي أمرها الله به، فلا تُظهر ما يُفتن من هو من غير محارمها.
حكم كشف الشعر في النظرة الشرعية
ذُكر اختلاف الفقهاء حول ما يظهر من المرأة في النظرة الشرعية وما الواجب النظر إليه، وبيّنا اختلاف الفقهاء لعدة أراء، وبناءً على ذلك.. فقد اختلفوا كذلك في حكم كشف الشعر في النظرة الشرعية.
- على رأي الجمهور القائل بأن المرأة يظهر منها وجهها وكفيها فقط، فلا يجوز لها كشف شعرها أو جزء منه في النظرة الشرعية.
- وفقًا لرأي من زاد القدمين، كذلك لا يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية، وإنما تُظهر الوجه واليدين والقدمين.
- أما من قال بجواز النظر إلى ما يظهر في الغالب فإنه يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية، فما يظهر في الغالب هو الشعر والرقبة والوجه واليدين والقدمين ونحوه.
جُملة القول.. ينبغي أن يكون لباس المرأة في النظرة الشرعية فضفاضًا ولا يُظهر أي شيء من بدنها، ولا بأس بأن تتجمل في ارتداء الأنيق من الثياب بشكل لا يخرجه عن منظوره الشرعي.
كذلك تخرج دون أن تُبدي زينتها دون وضع مكياج ونحوه، بل تخرج بصورتها الطبيعية، فإنها إن خرجت بزينتها وتغيرت هيئتها، فإن ذلك قد يؤدي إلى التنافر بينهما فيما بعد.. ذريعة أنه ارتضى بصورة غير صورتها.
هل يجوز المصافحة في النظرة الشرعية؟
الرؤية الشرعية التي أباحها الإسلام ما هي إلا جلسة تعارف من أجل تحقيق الألفة والمحبة بين الطرفين، ولأنه أحرى في الاتفاق وإتمام الزواج، مع كون الناظر أجنبي عنها.
بناءً عليه.. فإنه لا يجوز المصافحة بين الخاطب والمخطوبة، إذ لا توجد علاقة شرعية بينهما تُبيح له أن يمسك بيدها، حيث إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن ذلك، وقال في الحديث الذي رواه معقل بن يسار: “لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له“.
فقد نهى النبي عن مصافحة الأجنبية، وبيّن حرمة ذلك من خلال الحديث، فلا يجوز للخاطب مصافحة المخطوبة مطلقًا ما دام لم يتم العقد بينهما، وإلا فلا حرج في ذلك.
التطيّب في الرؤية الشرعية
كذلك من جُملة أحكام الرؤية الشرعية، فلا يجوز للمرأة وضع العطر؛ ذلك أن الخاطب لا يزال أجنبي عنها، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال: “أيما امرأةٍ استعطرتْ فمرتْ على قومٍ ليجدوا من ريحِها فهي زانيةٌ“.
فإن عُدنا إلى المقصد من إباحة النظرة الشرعية للخاطب إلى من يخطبها، فقط أن يعرف جمالها، فتلقى لديه استحسانًا، مما يؤهله للزواج منها.. وهو ما نعنيه بالقبول بين الطرفين.
لا داع للمغالاة والمبالغة التي تحدث من قِبل الفتيات في الرؤية الشرعية.. فإن الله إذا وضع القبول في قلب الرجل لامرأة؛ فإنها تتجمل في عينيه ولو اجتمع العالم على دمامتها.