ما حكم قص شعر المرأة فوق الكتفين؟ وما هي قصات الشعر المحرمة للنساء؟ ومتى تقص المرأة شعرها؟ وما حكم قصّ الغرة؟ ذلك أن زينة المرأة وأكثر ما يُظهر جمالها هو شعرها، لذلك تعمد الفتيات إلى العناية به إبقاءً وتنظيفًا وترجيلًا، وقد تعمد إلى تخفيفه وقصه بشكل يزيدها جمالًا وحسنًا، ومن خلال موقعنا يمكن أن نبين حكم الشرع في ذلك.
حكم قص شعر المرأة فوق الكتفين
الإسلام قد حث المرأة على العناية بزينتها وجمالها ورغّب فيها.. كثيرًا من الفتيات يُبادرن في قص شعرهن وتخفيفه بغرض إظهار جماله أو لتخفيف عناء الاعتناء به.. وقد اختلف الفقهاء فيما بينهم في حكم قصّ شعر المرأة إلى عدة أراء.
يرى الجمهور من الفقهاء أنه يجوز للمرأة أن تقص شعرها فوق الكتفين، وأنه ليس هناك تحديد معين للطول الذي ينبغي أن يكون عليه شعر المرأة.. ويُستدل على ذلك بقول أبي سلمة:
“وكانَ أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأخُذنَ مِن رُؤوسِهِنَّ حتى تَكونَ كالوَفرةِ”.
الوفرة: هي شعر الرأس عندما يصل إلى شحمتي الأذن، وبذلك يتبيّن أن قصّ شعر المرأة إلى الكتفين جائز، وقال البعض إنه يُكره للمرأة قص شعر المرأة فوق الكتفين دون عذر.. فقال الإمام أحمد:
“ويُكره حلق رأسها وقصه من غير عذر”.
ضوابط قص الشعر للنساء
الراجح هو جواز قص شعر المرأة قصير بشرط التزام المرأة بضوابط قصّ الشعر وهي:
- عدم التشبه بالرجال في قصها لشعرها، بأن تقصه على هيئة تجعل رأسها كرأس الرجل، لأن التشبه بهم أمر محرم نهانا عنه الشرع فقد روى ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ” (صحيح).
- عدم التشبه بالكافرات والفاسقات في قصها لشعرها، ذلك أن هذا أمر محرم فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فيما رواه بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: “من تشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم”.
- لا يجوز أن تحلق شعرها كله أو تجزّه من أصوله، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب قال:“ نَهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ تَحلِقَ المرأَةُ رَأْسَها.
هذا وإن كان تركه أولى؛ لأنه جمال للمرأة وزينة لها، لكن إن دعت الحاجة إلى قصه فلا بأس في ذلك، حيث ثبت أن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما توفي، قصصن من شعرهن.
متى تقصّ المرأة شعرها؟
لم يرد حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يمنع قص الشعر، وإنما الوارد في حلق المرأة لشعرها، وبناءً على ذلك فإنه يمكن للمرأة قص شعر رأسها ما دامت لم تخرج عن دواعي قصّ الشعر.
- إن كانت يشق عليها الغسل والمشط بسبب طوله.
- لأنها رأت من قصه جمالًا تريده لها.
- لأجل أن تتجمل وتتزين لزوجها.
أما إن حلقت المرأة شعر رأسها حزنًا على ميت ونحوه، فإنها تدخل في النهي الوارد في حديث “نَهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ تَحلِقَ المرأَةُ رَأْسَها”، وإن حلقت شعر رأسها في مصيبة جزعًا، فإنها تدخل في وعيد النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: “أنا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ، وسَلَقَ، وخَرَقَ”.
حكم الشعر الطويل للنساء
إن إطالة المرأة لشعرها من العادات التي تتجمل وتتزين بها النساء، وهذا أمر مباح لا بأس منه.. وإذا أجبرت المرأة على قصه، كأن يجبرها والديها على ذلك فإنه يحتمل فيه أحد أمرين.
- إما أن يأمرها والديها بقص شعرها على النحو الذي فيه تشبه بالفاسقات، أو بشكل فيه تشبه بالرجال، فإنه في تلك الحالة لا يجوز هذا الأمر، ولا يجوز طاعتهما في ذلك، لأنه أمر فيه معصية ولا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل.
حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه علي بن أبي طالب: “لا طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ، إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ” (صحيح).
- أن يأمرها والداها بقصّه على نحو مباح، كأن يكون شعرها طويل ويريدان أن تقصه من أجل تقصيره، فالراجح أنها لا تطعهما كذلك في هذا، حيث إنَّ طاعة الوالدين واجبة فيما فيه نفع لهما، أما قص الشعر فإنه لها، فلا يجب طاعتهما في تلك الحالة إذا لا منفعة لهما في ذلك.
بناءً عليه.. فإن أرادت المرأة قصّ الشعر بدون إذن الأب أو الأم فإن ذلك أمر جائز.
حكم قصّ الغرة للنساء
لم يرد بين أهل العلم ما يمنع من قص المرأة شعرها من الأمام، فإنه أمر جائز لا بأس فيه.. لكن إن كانت المرأة متزوجة فعليها أخذ إذن زوجها، حتى لا ينفر منها بسبب ذلك، فإن كره منها هذا فلا يجوز لها أن تخالف أمر زوجها، وما دامت لم تقصد أن تتشبه بالكافرات ولا الرجال، فإنه أمر جائز.
أما عن قص الشعر المدرج فقد شاع كثيرًا بين الفتيات قصات الشعر المختلفة مثل قصه مدرجات أو كاريه أو شلال ونحوه.. فهذا أمر جائز لا بأس به، طالما كان هناك التزام بضوابط قص شعر المرأة، كأن تقصد بذلك تخفيف الشعر أو سهولة تسريحه والاعتناء به.
شعر المرأة هو جمالها وزينتها، فلا بأس أن تتفنن المرأة في إظهار تلك الزينة بأنماط مختلفة لمحارمها، ما دامت لم تخالف شرعًا في ذلك.