قوبلت أكبر مكتبة عائمة بالعالم (لوجوس هوب) بتفاعل ملموس من القراء، وهواة اقتناء الكتب بعد رسوها في ميناء غرب بورسعيد، شمال شرقي مصر، وعلى متنها أكثر من 5 آلاف عنوان كتاب، وطاقم مكون من 400 متطوع ينتمون إلى 60 جنسية مختلفة.

وقالت محافظة بورسعيد أمس الجمعة، إن السفينة التي وصلت في الرابع من ديسمبر بعد 12 عاما من زيارتها الأولى لمصر، استقبلت نحو ستة آلاف زائر من مختلف الأعمار والفئات، خلال أول يومين، مع توقعات بتزايد الإقبال في الأيام القادمة.

وقال سيباستيان مونكاريو من الإكوادور، الذي كان ضمن فريق الإعداد لزيارة السفينة إلى مصر: “أنا هنا منذ عدة أسابيع لمتابعة ترتيبات الزيارة، وأرى أنها ستكون زيارة مميزة، ليس فقط لأهل بورسعيد، لكن لجميع القادمين من القاهرة والإسكندرية ومختلف محافظات مصر”.

بالنسبة لمعظم طاقم السفينة تعد هذه الزيارة الأولى لمصر

وأضاف “بالنسبة لمعظم طاقم السفينة تعد هذه الزيارة الأولى لمصر، لذلك نحن متحمسون، خاصة مع ما لمسناه من كرم الضيافة ودفء المشاعر هنا، كذلك يبدي الزائرون رغبة كبيرة في التعرف على تجربة طاقمنا، وإقامة صداقات ممتدة معهم”.

ولا يقتصر نشاط (لوجوس هوب) التي يمكن الصعود إليها مقابل رسم زيارة رمزي، على توفير أوقات مميزة للقراءة والاطلاع، لكن يمكن للزائرين شراء الكتب، وبعض الأدوات المكتبية، وتذكارات تؤرخ للزيارة، وحضور حفلات وعروض مسرحية وبرامج ثقافية وفنية، والجلوس في مقهى ومطعم السفينة.

تكامل أدوار طاقم السفينة

وقال إدوارد ديفيد المدير العام للسفينة، في تصريحات لرويترز: إن لكل شخص دورًا خاصًا، يلعبه في الحفاظ على استمرارية السفينة، وتمكينها من أداء مهمتها، وهو ما ينبع من إيمانهم الشخصي بأهمية ما يقومون به من إحداث فارق في حياة الأشخاص الذين يلتقون بهم في الموانئ بجميع أنحاء العالم.

في ميناء دوريس حتى 18 أكتوبر أكبر معرض كتب عائم في العالم - حساب السفينة على تويتر

زيارة السفينة إلى مصر جاءت قبل أيام من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، وهو ما أثار نقاشا متصاعدا بشأن التفاعل مع الأحداث الثقافية بشكل عام.

ويرى البعض أن هذه الزيارة فرصة أفضل من سابقتها ليتعرف الجمهور المصري على تجربة (لوجوس هوب)، التي لقيت في زيارتها الأولى نهاية عام 2010 انشغالا بالشأن الداخلي، كما أن متغيرات عديدة طرأت على الساحة الثقافية خلال السنوات القليلة الماضية.

اهتمام لافت عن زيارتها الأولى لمصر في 2010

وقال الناقد والشاعر سيد محمود لرويترز: “الفرق في حجم الاهتمام بين الزيارة الأولى والثانية، يعود إلى قوة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، في عام 2010 لم يكن حجم مستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يساوي نفس حجم المستخدمين حاليًا، وهذا ما يفسر حجم الإقبال الكبير هذه المرة، نظرا للدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في عملية الحشد والتعبئة”.

وأضاف: “البرامج الحوارية التلفزيونية أيضا تلعب دورًا في تسليط الضوء بشكل أكبر على زيارة السفينة، لأنه أصبح لديها محتوى يقوم بشكل رئيسي على المنوعات، تجنبا للخوض في الموضوعات السياسية، بالتالي ستجد جميع هذه البرامج تناولت الحدث بشكل مكثف”.

أعضاء طاقم Logos Hope يستمتعون بغروب الشمس الألباني - حساب السفينة على تويتر

وتابع قائلا “زيارة السفينة في حد ذاتها في مدينة هادئة مثل بورسعيد، تحولت إلى مناسبة عائلية أكثر منها مناسبة ثقافية، تتحمل ذهاب أفراد العائلة بأكملها دون عبء مالي كبير في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وهو ما يحيلنا بدوره إلى معرض القاهرة للكتاب الذي ينطلق في غضون أيام، إذ يتعين على منظميه التركيز على آليات جديدة لجذب الجمهور، بخلاف شراء الكتب التي تضاعفت أسعارها مؤخرا”.

لكن التغطية الواسعة من الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم رحلات جماعية من محافظات مختلفة إلى بورسعيد لزيارة السفينة، يرى خبير السياسات الثقافية أحمد الفران، أنه كان يمكن استغلال زيارة (لوجوس هوب) بشكل أفضل من جانب وزارة الثقافة المصرية.

وقال “هناك نشاط ثقافي مستمر في بورسعيد من خلال المؤسسات الرسمية القائمة بالمدينة، لكن استغلال فرصة مثل هذه الزيارة يساهم في صنع صورة ذهنية أفضل عن مصر إذا ما أُجيد ترويجها داخليا وخارجيا، من خلال استعراض الثقافة المصرية في مقابل الثقافات الأخرى الوافدة”.

وأضاف “على مستوى المثقفين أيضا أعتقد أن الزيارة كانت تحتاج إلى ترتيبات أفضل تضمن تواجدهم وبرنامج معلن للأنشطة، لكن ربما لا تزال الفرصة قائمة لتفادي ذلك خلال الأيام القادمة”.

وتنتهي رحلة (لوجوس هوب) إلى مصر في 23 يناير، حيث تتجه بعد ذلك إلى ميناء العقبة في الأردن الذي سترسو فيه خلال الفترة من 25 يناير كانون الثاني إلى 16 فبراير شباط. (تحرير أحمد صبحي للنشرة العربية)

Leave a Comment

Scroll to Top