تعويد الزوج على تحمل المسؤولية

تعيش شريحة كبيرة من النساء مأسآة أن يكون الزوج غير متحمل المسئولية، حيث تكون هي الرجل والمرأة في تلك العلاقة، لا يجدر بها الاعتماد عليه في أي من المواقف التي تحتم وجود رجل فيها، هل تنهي علاقتها به وتدمر البيت؟ أم أنه هناك حلولًا أخرى مثل تعويد الزوج على أن يتحمل المسئولية؟ تعرفي على الجواب من خلال موقعنا.

تعويد الزوج على تحمل المسؤولية

مما لا شك فيه أنه عندما يكون الزوج غير متحمل للمسئولية، لابد وأن يأتي يومًا ولا تطيق المرأة معاشرته، فهي تشعر في تلك العلاقة أنها مجبرة على القيام بدورها ودوره أيضًا، ومهما كانت قادرة على أن تحمل ذلك، فإنها ستصل إلى نهاية مطاف تترك فيه يد الرجل معلنة الاستسلام.

لكن هل من الضروري أن يكون الحل القطعي في تلك المشكلة هي الطلاق؟ حيث هدم البيت وتشتت الأطفال؟؟ نعلم جيدًا أن الانفصال في بعض الأوقات يكون هو النهاية الأصلح، لكن دعينا نقر أنه من الممكن حل ذلك الموقف بتعويد الزوج على تحمل المسئولية من خلال التطرق لعدة حلول.

كيف تعودين زوجك على تحمل المسئولية؟

هناك عدة خطوات إن اتبعتها، لابد وأن يتعود زوجك على تحمل المسئولية، تعرفي عليها من خلال ما يلي:

1– معرفة سبب عدم تحمل الزوج المسئولية

هناك العديد من الأسباب التي من الممكن أن تجعل من الزوج غير قادر أو معتاد على حمل المسئولية، تلك التي تتشكل على النحو التالي:

• الدلال والدلع المفرط فيه قبل الزوج، بحيث تكون كافة طلبات الزوج مجابة ولا يمكن ردها مهما كانت ضاغطة على ذويه.
• إظهار الزوجة القوة والقدرة على الاعتماد عليها في بداية الزواج، فجعلت من الزوج شخصية اعتمادية.
• اعتماد الزوج في الحياة السابقة على من يؤدون له كافة الخدمات التي يحتاجها، الأمر هنا لا يعني أهله، وإنما من الممكن أن تكون الخادمة، مما نجم عنه أنه ينظر إلى زوجته على أنها مماثلة لها، ويمكنه أمرها والاعتماد عليها في كافة الأمور.
• عدم توافر الخبرة الكافية في الحياة، مما يجعله غير قادر على حسن التصرف، ولكونه يخشى الإخفاق، فإنه يعتمد حينها على الأكثر منه قوة وهي زوجته من وجهة نظره.
• كون الزوجة متسلطة أو منتقدة، تشير إلى أن كل ما يقوم به أمورًا غير ناجحة، فلا يجدر به المحاولة.
• عدم ثقته في ذاته، وأنه قادر على أن يتحمل مسئولية بيته وأسرته.
• نشأ في بيت يعتمد فيه الأب على الأم اعتمادًا كاملًا.

فأولى خطوات تعويد الزوج على أن يكون رجلًا متحملًا للمسئولية، أن تتعرفي على سبب ما وصل إليه دون تلسيط الضوء عليه أمامه.

2– لا تقلقي من قدره

لا يعني كون الزوج غير متحمل المسئولية، أن ذلك الأمر يسمح لك بإهانته أو التقليل من شأنه، سواء أكان الأمر على الملأ، أم بينكما فقط، فأنت بذلك تزيدين من حجم المشكلة، حيث يشعره بأنه فعلًا غير جدير بالاعتماد عليه كرب للأسرة، وهنا يفقد المزيد من ثقته في نفسه، ويرغب في ترك البيت كونه قد شعر بأنه غريب به، وبدون فائدة شأنه ليس كشأن كافة الرجال.

3– تحدثي معه بروية

بدلًا من الانفعال المستمر، كون الزوج غير قادر على تحمل المسئولية، أو يتعمد ذلك، ما رأيك في أن تتحدثي معه بروية، أخبريه بأنك حزينة للغاية كونه لا يساعدك في أن يكون هذا البيت مستقر وينعم بالدفء الأسري لأن به رجل قادر على إدارة شئونه، لا تحاولي أن تكوني السوبر هيرو في نظره، بل أشعريه بأنك قد تعبت من كونك متحملة أكثر من طاقتك.

4– لا تقارنيه بغيره

ليس من الأمور الصحيحة أبدًا أن تقارني زوجك بغيره من الرجال، حتى وإن لم يكن قادر على تحمل المسئولية، فأنت بذلك تزرعين الكثير من المشاعر السلبية داخله، بل كوني صريحة وواضحة في التعامل مع تلك المشكلة، يكفي أن تقولي له (من فضلك تحمل مسئوليتنا ومسئولية هذا البيت كزوج فاضل، فأنا لم أعد أقدر على تحمل المسئوليتين).

لا بأس في أن تساعديه على القيام بذلك من خلال توضيح ما هو مطلوب منه، وكيف له أن يفعله على أفضل شاكلة، لا تنسي أن ابتعاده عن تحمل المسئوليات، قد ينسيه الأمر برمته، فيجد أنه كما الغارق في القليل من الماء.

5– أسندي له بعض المهام

ابدئي في أن تسندي إلى زوجك عديم المسئولية بعض المهام، على أن تكوني على علم بأنه يحبها، مثلًا قوم بالذهاب مع أولادنا إلى النادي هذه المرة، فأنا غير مؤهلة اليوم، لماذا لا تساعدني اليوم في أعمال المنزل؟ فأنا في حاجة إلى دعمك.

كذلك اطلبي منه القيام بالأمور التي تخصه وتزيد الأعباء عليك، مثل تنظيف الحوض بعد تنظيف الأسنان، إلقاء مخلفاته بنفسه، إعادة الأشياء إلى مكانها بعد استعمالها وهكذا.

6– عبري له عن امتنانك عند القيام بها

عندما يقوم زوجك بعمل المهام التي أسندتها إليه، عبري له عن فخرك به وامتنانك له، حتى وإن كان الأمر الذي قام به بسيطًا للغاية، فالرجل يحب أن تكون زوجته مادحة له، وتشعره بأنه بطل الأبطال، حتى وإن كان كل ما قام به، هو جلبه لعلبة في المطبخ من الدولاب المرتفع الذي لا تقدرين على الوصول إليه.

كذلك في حالة قيامه بالمهمة التي وجهته إليها، على نحو خاطيء، فلا تنتقديه، وأخبريه أنه قادر على القيام بها بشكل أفضل في المرة القادمة.

8– ساعديه في بعض الأمور

لا تتركي زوجك يقوم بمسئولياته بمفرده في البداية، فأنت بذلك تصعبين الأمور عليه، وكونه يشعر باستيائك، فإنه لن يخبرك بذلك.

لذا ساعديه في البداية، وضعي له الخطوط العريضة التي يسير عليها، وامنحيه الفرصة في التجربة، على أن يكون تحت ناظرك، ولكن دون علمه، وما إن تتأكدي من أن كل شيء يسير على ما يرام، اتركي له ذمام الأمور.

-9 اصبري قليلًا عليه

ليس من الضروري أن يرضخ الزوج لكل ما تقولين في البداية، وهنا لابد وأن تصبري عليه، ولا تقابلي الأمر بشيء من العصبية، بل أشعريه أنك تقومين بذلك من أجله وأجل استقرار البيت وليس لغرض التحكم به.

لا تستعملي أسلوب التهديد، فحتمًا ستجدين النتائج غير المرضية، ذلك لأن الرجل بطبعه عنيد، ولا يحب أن يشعر بأنه أسفل ضغط كبير.

10- لا تقومي بمهامه

بعدما يعتاد زوجك تحمل المسئولية، لا تعودي إلى نقطة الصفر من خلال قيامك بمهامه مرة أخرى، فأنت بذلك تدمرين ما أضعت عليه الوقت الطويل، وستجدينه مع الوقت قد عاد زوجًا غير متحمل للمسئولية مرة أخرى.

دعيه يستمر في تحمل مسئولياته، وإن كانت له القدرة على أن يساعدك في مسئولياتك، فلا بأس من ذلك.

اعلمي أن تعويد الـزوج على تحمل المسئولية أمر ليس بسهل على الإطلاق، إلا أن النتيجة تستحق، حيث ستجدين في النهاية أنك قد حصلت على استقرار منزلك وحياتك الـزوجية، وأصبح كل منكما يقوم بدوره على أكمل وجه.