متابعة-جودت نصري
أصدرت هيئة حماية البيانات الإيطالية GPDP قراراً بحظر روبوت الدردشة “تشات جي بي تي/ ChatGPT”، وذلك بدعوى استخدام شركة “أوبن إيه آي/ OpenAI” الذي تطوره القوانين المتعلقة بجمع البيانات الشخصية للمستخدمين، وهو ما يمثل أيضاً انتهاكاً لخصوصية المستخدمين في إيطاليا، ومنحت الهيئة الإيطالية GPDP شركة أوبن إيه آي 20 يوماً للامتثال لطلباتها قبل فرض غرامة كبيرة.
مبرر قانوني
وقالت هيئة حماية البيانات الإيطالية GPDP في بيان تعليقاً على حظر “تشات جي بي تي/ ChatGPT”، أن شركة “أوبن إيه آي/ OpenAI” تفتقر إلى مبرر قانوني لجمع المعلومات الشخصية للمستخدمين في إيطاليا، كما قالت أن الشركة المطورة لـ”تشات جي بي تي” ليس لديها آلية لمنع القاصرين من الوصول إلى الخدمة، وهو ما قد يعرضهم لإجابات غير مناسبة على الإطلاق قد تؤثر على صحتهم النفسية والذهنية.
أوبن إيه آي
و”أوبن إيه آي” هي منظمة غير ربحية لأبحاث الذكاء الاصطناعي مدعومة من “مايكروسوفت/ Microsoft” وأُسّست في ديسمبر 2015، بهدف تعزيز وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بحيث تكون آمنة من المخاطر.
تفاعل واسع
وأثار القرار تفاعلاً واسعاً عبر المنصات، حيث علق مدونون بأن التطور الكبير للتقنيات مع عدم قدرة الجهات الرقابية والتنظيمية على مواكبة هذا التطور يفتح الباب لكثير من الثغرات والمشكلات، واستغلال المستخدمين بشكل غير قانوني في بعض الأحيان.
وطالب كثيرون بتكرار تلك القواعد في العالم بأكمله، حيث تحتاج تقنيات الذكاء الاصطناعي لضبطها ووضع حدود لها، منعا لاستخدامها بشكل خاطئ.
دعوة للتوقف
وقبل يومين، دعا إيلون ماسك ومجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي والمديرين التنفيذيين في الصناعة إلى التوقف 6 أشهر عن تطوير أنظمة التدريب لنموذج “جي بي تي-4/ GPT-4” الذي أطلق حديثاً من “أوبن إيه آي”، كما أشاروا -في خطاب مفتوح- إلى المخاطر المحتملة على المجتمع والإنسانية.
جاء ذلك عقب انضمام شرطة الاتحاد الأوروبي “يوروبول” إلى الجهات التي تحذر من المخاوف الأخلاقية والقانونية بشأن الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل “تشات جي بي تي”، مشيرة إلى احتمال إساءة استخدام النظام في محاولات التصيد والمعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.
نجاح كبير
وشهدت روبوتات المحادثة بالذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة في الشهور الأخيرة، وذلك بعد إعلان إطلاق “تشات جي بي تي” الذي أثبت نجاحاً كبيراً ولفت الأنظار إلى قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية والقادرة على القيام بكثير من المهام.
واستخدم “شات جي بي تي” -الذي جذب مليون مستخدم بعد وقت قصير من إطلاقه في نوفمبر الماضي- في مهمات متعددة، بداية من الاستشارات العقارية وتقديم نصائح حول كيفية بدء عمل تجاري وحتى تأليف الموسيقى، وكان النجاح والفشل حليفين له في مهماته المختلفة.