هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية؟ وكيف تكون النظرة الشرعية؟ شرع الله تعالى للخاطب أن يرى من يتقدم لخطبتها، ليستخير كل منهما الله تعالى في الإقبال لخطوة الزواج أم لا، لذا يوضح موقعنا شروط النظرة الشرعية وأحكامها.
هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية
أتاح الله -عز وجل- إمكانية نظرة الرجل للفتاة التي يُقبل على الزواج منها وأن تتمكن من النظر إليه لرفع الضرر، فبالنظرة المُباحة من المولى يُسد كل مفاسد النظر غير الشرعي التي يقع فيها المسلم.
لكن هل يجوز وضع العطر في النظرة الشرعية؟ هنا نشير إلى أنّ الخاطب مازال أجنبيًا عن المرأة.. أي لا يُمكنه أن يقترب منها بالقدر الذي يشم منه طيبها، وعليها ألا تتعطر لتفوح رائحتها الطيبة إلى أنفاس الرجل.
فقد قال الله تعالى في سورة النور:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)”.
حكم المكياج في الرؤية الشرعية
لا بأس من وضع القليل من مستحضرات التجميل التي لا تُغير ملامح الوجه، لكن يبقى المكياج خفيف جدًا فلا يلفت الانتباه بنحو مبالغ ولا يفتن الناظر إليه.
لكن الظهور أمام الخاطب بشكل متبرج لا يُناسب الفتاة المُسلمة المُتمسكة بتعاليم دينها الإسلامي الحنيف.
هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية
لا يجوز للرجل أن يرى من المرأة إلا وجهها وكفيها، فقد وضع العلماء شروط تتخللها الرؤية الشرعية وهي ألا تتحرك مشاعر الرجل تجاه المرأة، وعليه فالمرأة لا عليها أن تُظهر مفاتنها.
حيث لا يجوز أن يرى أطراف شعرها أو تقوم بوصفه حتى للرجل، فلا يجب على النساء التزين إلا لمحارمهن، والخاطب ليس من ضمن هؤلاء المحارم.
ماذا ترتدي الفتاة في النظرة الشرعية
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
“إذا أراد أحدُكم أن يتزوَّجَ المرأةَ، فإن استطاع أن ينظُرَ منها إلى ما يدعوه إلى نِكاحِها فليفعَلْ، قال: فخطبتُ جاريةً من الأنصارِ فجعلتُ أتخبَّأُ لها تحت الكرْمِ حتَّى نظرتُ منها إلى ما دعاني إلى نِكاحِها فتزوَّجتُها“.
لذا على الفتاة أن تُراعي بعض الأمور أثناء انتقاء ملابس النظرة الشرعية.
- ألا يكون الثياب شفاف ويظهر ما تحته.
- أن يستر جسدها بالكامل إلا الوجه والكفين.
- يكون واسعًا فضفاضًا لا يصف معالم جسدها.
- ألا يثير شهوة الرجل وغريزته.
- عدم مطابقته للباس الرجال.
- يجب مراعاة ألا يحتوي اللباس على رموز تُخالف الشريعة الإسلامية.
- عدم التعطر أبدًا، فلا تمشي الفتاة وتهرب رائحتها إلى أنوف الرجال.
حكم الرفض بعد النظرة الشرعية
يجوز الرفض بعد النظرة الشرعية، والاعتذار لأهل الفتاة بأسلوب لائق.. وهنا تتجلى أهمية المصداقية في تلك الجلسة التي تسبق الخطبة، فلا تتكلف الفتاة ولا تُبدي ما ليس فيها.
علاوةً على إمكانية رفض الفتاة بعد النظرة الشرعية لعدم الشعور بالراحة الكافية التي تجعلها تتمكن من تسديد خطوة في العلاقة مع الشاب، فأكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن البكر لا تُنكح حتى تُستأذن.
من شروط النظرة الشرعية ألا تُبالغ الفتاة في وضع الزينة أو التطيب، فلا يجب أن تظهر أمامه متبرجة وألا يرى منها إلا وجهها وكفيها.