نساء تونسيات رائدات في مجالات  مختلفة يمكن أخذهن قدوة، حيث إن النساء استطعن الوصول إلى أعلى المراكز التي حتى لم يصل لها الرجال، ويحفل تاريخ تونس بعدد كبير من أسماء نساء تونسيات ذاع اسمهن في كافة أرجاء العالم في المجالات المختلفة، لذا فسوف نقوم بتقديم تلك النماذج.

Lebanon Magazine

Lebanon Magazine News

نساء تونسيات رائدات في مجالات مختلفة

مما لا شك فيه أن النساء التونسيات استطعن أن يستحوذن على إعجاب الكثيرون، حيث تتنوع المجالات التي يتفوقن بها فمنهن من تفوقت في السياسة، وأخرى في الثقافة والعلم، مما يثبت أن الباب أمام من ترغب في التميز دائمًا مفتوح أمام كل من تسعى نحو الوصول إلى القمة، وسوف نقوم بذكر مجموعة من نساء تونسيات رائدات في مجالات مختلفة، من خلال الفقرات التالية:

1-بشيرة بن مراد

واحدة من أفضل النماذج النسائية التي استطاعت أن تستحوذ على الساحة وتلقى شهرة واسعة، حيث ولت بشيرة في عام 1913 بتربة الباي في تونس العاصمة، أما في عام 1993 ميلاديًا كانت نهاية مسيرتها في الحركة النسوية، حيث إنها سعت نحو جلب حقوق المرأة التي سلبتها المجتمعات العربية قديمًا.

فقامت في عام 1936 ميلاديًا بتأسيس أول اتحاد نسائي مع عدد من نساء أخريات وكان يحمل اسم “الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي” ومن الجدير بالذكر أن هذا الاتحاد استطاع أن يناضل ببسالة من أجل حصول المرأة على تعليمها من دون الحصول على رخصة إلى عام 1951 ميلاديًا.

وفقًا لِما ورد عن الموسوعة التونسية المفتوحة، فإن هذا الاتحاد استطاع أن يقوم بنشر ثقافته وأفكاره التي يسعى نحو تحقيقها، وذلك برئاسة ثلاث نساء أشهرهم بشيرة بن مراد صاحبة الاتحاد بالإضافة إلى حميدة ونجيبة وسارة بن الخوجة كريمة الحاج علي بن الخوجة.

استطاع ذلك الاتحاد أن يلعب دورًا هامًا في تعزيز الحركة الوطنية ومقاومة الاستعمار بشكل كبير، فعلى الرغم من طابعه الزيتوني إلا أن بشيرة أكدت اتصال الاتحاد مع دستوريين الحزب، ومن أبرزهم الباهي الأدغم، وجلولي فارس، وصلاح الدين بوشوشة، بالإضافة إلى المنجي سليم، ومحمد بالسين، والشاذلي القليبي وغيرهم.

2- أنس جابر

ولدت أنس جابر في عام 1994 ميلاديًا، وكانت لأبوين يحملان الجنسية التونسية في قصر الهلال التابع لولاية المنستير الساحلية، حيث بدأت مسيرتها عندما قامت بلعب رياضة التنس عندما كانت تبلغ من العُمر عشر سنوات فقط، من الجدير بالذكر أن الأمر لم يكن سهلًا كما يظهر للبعض.

نظرًا لأنه لم يكن هناك ملعبًا مخصصًا للعب رياضة التنس في ناديها، الأمر الذي دفعها نحو التدرب في ملاعب الفنادق القريبة منها، فلم يكُن نجاحها لد الصدفة، بل إنها سعت إليه جاهدة منذ نعومة أظافرها، وعندما بلغت أنس سن الثانية عشر انتقلت للعيش في تونس العاصمة.

كما أنها التحقت بالمعهد الرياضي في المنزه ومكثت هناك لعِدة سنوات متتالية، إلى أن بلغت من العمر 16 عامًا بلغت منزلة كبيرة جدًا في كرة التنس، حيث بدأت التدريب في فرنسا وبلجيكا، لكي تظهر من بعدها لأول مرة في حياتها وهي تقوم بسحب رابطة محترفات التنس الرئيسي وكان عُمرها آنذاك 17 عامًا فقط.

استطاعت أنس بالرغم من صغر سنها أن تحقق مسيرة احترافية لا مثيل لها، حيث إنه تم تتويجها بدورة مدريد للألف على الملاعب الترابية، وذلك بعد أن قامت بالفوز في النهائي على جيسيكا بيغولا اللاعب الأمريكية المحترفة في كرة التنس، ومن وقتها وأخذ اسمها يلمع لكي تصعد وتحصل على المركز السابع من ضمن تصنيف رابطة المحترفات لكرة المضرب “كرة التنس” WTA

من الجدير بالذكر أنها كانت أول امرأة عربية تمكن من الدخول من ضمن لائحة العشر الأوليات في العالم، وتفوقت على اللاعبة سيمونا هاليب في ربع النهائي الرومانية، لذا يمكننا القول إنها كانت أول لاعبة عربية تتمكن من الحصول على لقب ضمن رابطة المحترفات، وفي عامي 2016 و2017 استطاعت أن تحمل اللقب مرتين.

3- توحيدة بن الشيخ

لا شك أن اسم توحيدة بن الشيخ من الضروري أن يتم ذكره من ضمن أسماء قائمة تضم نساء تونسيات رائدات في مجالات مختلفة، حيث إنها من النساء اللواتي استطعن أن يلمع اسمهن في مجال الطب وكان لها دور بارز للغاية خاصةً في القرن العشرين، لكي تكون توحيدة هي أول طبيبة مسلمة عربية استطاعت أن تزاول مهنة الطب.

حصلت توحيدة على الدكتوراه في الطب عام 1936 ميلاديًا من فرنسا، وذلك بعد أن تمكنا من الحصول على درجة البكالوريا بامتياز من معهد أرمان فاليار، وكان ذلك في عام 1928 ميلاديًا، بالإضافة إلى حصولها قبل ذلك على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية من مدرسة نهج باشا في تونس في عام 1922 ميلاديًا.

على الرغم من أن ذلك الأمر لا يبدو غريبًا في تلك الآونة، إلا أن الحياة التي كانت تعيشها توحيدة لم تكُن تبشر بأنها سوف تصل إلى هذا المركز، حيث ولدت بين كبار الفلاحين في مدينة بنزرت، وكان لخالها دورًا بارزًا فيما أصبحت عليه، حيث كان ناشطًا في الحركة الوطنية التونسية وقام بإمضاء قرار الاستقلال مع فرنسا في 20 مارس / آذار لعام 1920 ميلاديًا.

لم يكن الطب هو المجال الوحيد الذي لمع فيه اسم توحيدة، حيث اشتهر اسمها في مجال الصحاف وقامت بإطلاق أول مجلة نسائية ناطقة بالفرنسية، وقامت بتأسيس جمعية القماطة التونسية التي تهدف نحو توفير الرعاية للرضع من العائلات المعوزة.

من ضمن الانجازات التي استطاعت أن تحققها توحيدة أيضًا أنها ترأست قسم التوليد طب الرضيع بين العامين 1955 و1964 ميلاديًا وذلك في مستشفى شارل نيكول.

4- فتحية مزالي

في حال البحث حول نساء تونسيات رائدات في مجالات مختلفة فلا بُد من ذكر اسم فتحية مزالي المرأة التونسية التي استطاعت أن تعتل منصب عريق جدًا في تونس لم تبلغه نساء كثيرات، وهو منصب وزيرة البلاد، الأمر الذي دفع المؤرخون حول وصفها بأنها امرأة لا تشبه الكثيرات.

لم تكن تتوقع فتحية يومًا في أثناء فترة دراستها أنها سوف تحصل على هذا المنصب العريق وأنها سوف تكون واحدة من ضمن بُناة الدولة الوطنية التونسية، حيث تلقت تعليمها في المرحلة الابتدائية في مدرسة نهج العلماء بتونس، وكانت واحدة من الفتيات اللواتي تميزن للغاية في الدراسة.

تفوقت فتحية أيضًا في البكالوريا شعبة الآداب على جميع زملائها الذكور، ونظرًا للإلحاح الشديد من مُدرستها أن تنتقل إلى فرنسا، التي وجدت فيها شريك حياتها محمد المزالي وتم عقد قرانهما بحضور الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة وحرمهن وكان ذلك في عام 1950 ميلاديًا.

نظرًا لكم النجاحات التي استطاعت مزالي تحقيقها أصبحت من أكبر النساء اللواتي يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، ولم تصمت عن رأيها بل عبرت عنه من خلال طرح العديد من الموضوعات التي كانت تندرج في تونس تحت المواضيع المُحرمة.

5- مية الجريبي

تعتبر مية هي أول امرأة تستطيع أن تترأس حزبًا سياسيًا في تونس، لذا فهي تعتبر من أهم الأسماء التي تُذكر حول نساء تونسيات رائدات في مجالات مختلفة، حيث عُرفت بشراستها الشديدة في مجال النضال السياسي منذ وقت الثمانينات في القرن العشرين.

على الرغم من سيطرة عدد كبير من الرجال على الساحة السياسية، إلا أن مية الجريبي كانت من أبرز المناضلات اللواتي استطعن التفوق على الرجال، ويرجع ذلك لتميزها واستماتتها في الدفاع عن كافة المبادئ الديمقراطية، وتمكنت بالفعل من الانتصار على حقوق المرأة والإنسان بشكل عام.

لم تكُن مسيرتها وليدة الصدفة بل إنها سعت كثيرًا نحو إثبات رأيها وفرض سيطرتها على مجتمع ذكوري لا يتم فيه السماع لصوت المرأة إلا في أضيق الحدود، حيث بدأت مسيرتها النضالية من ضمن صفوف الاتحاد العام، كما انضمت إلى فرع الرابطة التونسية التي تهدف نحو الدفاع عن حقوق الإنسان وكان ذلك من ضمن فتر دراستها في الجامعة بمدينة صفاقس.

من الجدير بالذكر مية كانت واحدة من أبرز الناشطات في جريدة الموقف للمُعارضة، من ضمن إنجازاتها أيضًا أنها استطاعت في عام 1983 ميلاديًا أن تؤسس حزب التجمع الاشتراكي أحمد نجيب الشابي، ومن وقتها انخرطت في العمل الحزبي إلى أن تم تغيير اسم الحزب إلى الحزب الديمقراطي التقدمي.

من ضمن المناصب التي مكنت من الحصول عليها هو منصب أمين عام حزب أحمد نجيب الشابي، ولكن واجه ذلك الحزب العديد من الحركات الهجومية حيث تم طرده من المقر العام له في عام 2007 ميلاديًا، كما أنه تم منعه من موقعه الإلكتروني وحظر الجريدة الخاصة به “الموقف” من التوزيع.

6- علياء المنشاري

تعتبر علياء المنشاري هي أول امرأة تونسية تتمكن من قيادة طائرة، حيث إن تم تسجيل 20 ألف ساعة طيران لها وذلك يكون رقمًا قياسيًا حققته امرأة، وبدأت مسيرتها حينما التحقت بمجرسة الطيران في تونس، ومن الجدير بالذكر أنها كانت المرأة الوحيدة بين الصفوف التي كانت تمتلئ بالذكور حينها.

استطاعت علياء أن تتألق في هذا المجال والدراسة بشكل عام على جميع زملائها الذكور، وفي عام 1981 ميلاديًا استطاعت أن تكون الأولى على دفعتها، لذا فإن رحلتها في الطيران كانت حافلة بالإنجازات، فبدأت بالعمل كمساعدة قائد طائرة بوينغ 727 ومن ثم استطاعت أن تقود طائرة إيرباص الضخمة.

أثناء تكريم رائدات تونس في عام 2019 ميلاديًا قامت بلدية أريانة بذكر اسم علياء المنشاري على أنها إحدى الرائدات في الولاية.

 دور المرأة التونسية في المجتمع

بعد أن تمكنا من التعرف على نماذج لنساء تونسيات رائدات في مجالات مختلفة، يجدر بنا ذكر أن دور المرأة التونسية لمعة كثيرًا في الآونة الأخيرة، واستطاع أن يثبت للعالم كله أن المرأة لها دور في المجتمع مثلها مثل الرجل تمامًا، فهي تمكنت من الحصول على أعلى المناصب، بالإضافة إلى القيام بالعديد من الانجازات المختلفة في شتى المجالات.

كما تمكنت النساء التونسيات بعدما استطاعت الحصول على استقلالها في عام 1956 ميلاديًا من نيل العديد من الحقوق والامتيازات المدنية، حيث يظهر دور المرأة بشكل كبير في المجتمع في الانجازات التي استطعن تحقيقها، وأصبح صوت المرأة التونسية مسموعًا بشكل واضح كما سوف يتم توضيحه فيما يلي:

  • بلغ عدد النساء اللواتي قُمن بالتسجيل في الانتخابات أكثر من 50%
  • وصل عدد المترشحات نحو 47%
  • استطاعت 12 امرأة تونسية ترأس قائمة الانتخابات.
  • ساهمت النساء التونسيات في صياغة الدستور الجديد للبلاد التونسية.
  • اكتسحت النساء التونسيات المجتمع التونسي بشكل كبير حيث هناك 72% من النساء يعملن في مهن الصيادلة.
  • كذلك هناك نسبة تبلغ نحو 27% من النساء التونسيات يعملن في مهنة القضاء.
  • تصل نسبة النساء التونسيات المشاركات في مهنة المحامين إلى حوالي 31%
  • بلغت نسبة النساء اللواتي يشاركن في مهنة الأساتذة الجامعيين نحو 40%

استطاعت النساء التونسيات أن تثبت للعالم كله أن دور المرأة يعادل دور الرجل، بل ويتفوق عليه، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال المجالات المختلفة التي لمعت بها أسماء النساء في تونس.

Leave a Comment

Scroll to Top