رحل صباح اليوم الثلاثاء، عميد المترجمين العرب الدكتور المصري محمد عناني عن عمر يناهز الـ84 عامًا “1939- 2023″، بعد رحلة طويلة وحافلة بالعطاء الإبداعى المعرفي والثقافي المتنوع فى مجال الترجمة والنقد والمسرح.
وحصل على درجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة القاهرة في عام 1959.
ولم يقف الدكتور محمد عناني عند كونه مترجمًا فقط بل كان أديبًا وكاتبًا مسرحيًا، تخرج في جامعة القاهرة وحصل على الماجيستر من جامعة لندن في عام 1970 والدكتوراه من جامعة “ريدنج” البريطانية عام 1975 تنوعت أعماله ما بين الترجمة والأعمال الإبداعية.
رحلة عطاء محمد عناني
عمل عناني مراقب لغة أجنبية بخدمة رصد “بي بي سي” في كوفرشم (بيركشير) من عام 1968 إلى 1975 في أثناء إكمال دراسة الماجستير والدكتوراه.
عاد عناني إلى مصر في عام 1975 وعمل محُاضرًا في اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة، كما انضم إلى اتحاد كتاب مصر.
وترقّى إلى درجة أستاذ مساعد (مشارك) للغة الإنجليزية عام 1981 ثم حصل على الأستاذية عام 1986، ورأَس قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة بين عامي 1993 و1999.
انتُخب عناني خبيرًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1996.
وكان المنسّق الأكاديمي لبرنامج جامعة القاهرة الخاص بالترجمة الإنجليزية بين عامي 1997 و2009، والذي من خلاله ألَّف أو نقّح كل ترجمات وكتيبات التدريس الخاصة بالجامعة منذ عام 1997.
وبين عامي 1986 و2003 كان المحرر العام لسلسلة الأدب المعاصر -سلسلة الأعمال الأدبية العربية المترجمة إلى الإنجليزية- والتي صدر لها 75 عنوانًا نشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ومنذ عام 2000 أصبح مسؤولًا عن سلسلة “الألف كتاب الثاني” للترجمة إلى اللغة العربية، والتي تنشرها هيئة الكتاب المصرية.
كتب عناني عددًا من المسرحيات العربية التي عُرضت في القاهرة والمحافظات المصرية (7 أصلية و3 مُعدلة و3 مُترجمة) بين عامي 1964 و2000.
وكان محررًا لمجلة المسرح المصري منذ عام 1986، ومحررًا مشاركًا للمجلة الثقافية الشهرية سطور من عام 1997 وحتى 2007.
محمد عناني عن الترجمة
قال الراحل محمد عناني عن الترجمة، إنها تُعد فنًا تطبيقيًا، فالمترجم يستخدم هنا كلمة فن بالمعنى العام، أى الحرفة التي لا تتأتَّى إلا بالدربة والمران والممارسة، استنادًا إلى موهبة، وربما كانت لها جوانب جمالية وإبداعية”.
وأوضح أن “معنى ذلك أنه لا يمكن لأستاذ فى اللغة أو فى الأدب، مهما كان حظه من العلم بالإنجليزية أو العربية، حتى إن كان ملما بنظريات اللغة، أن يُخرج لنا نصًا مقبولًا مترجمًا عن إحدى اللغتين، دون ممارسة طويلة للترجمة”.
وأشار إلى أنه لا توجد طرق مختصرة للإجادة فى الترجمة، فلا كتب المتخصصين ولا الكتب العامة، تستطيع أن تفعل ذلك.
ميراث معرفي لمحمد عناني
أصدر عناني ما يقرب من 130 كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية، تنوَّعت بين الترجمات الهامة والأعمال الإبداعية، منها كتاب “فن الترجمة”، و”دراسات في المسرح والشعر”، و”مرشد المترجم”، و”الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق”، “من قضايا الأدب الحديث” وغيرها.
ونال عديدًا من الجوائز، نذكر منها: “جائزة الدولة التشجيعية” 1983،”وسام العلوم والفنون” 1983، “جائزة التفوق في الآداب” عام 1999″،”جائزة الدولة التقديرية”2002، “جائزة الملك عبد الله الدولية فى الترجمة” 2011 و”جائزة رفاعة الطهطاوى” 2014، وجائزة منظمة جامعة الدول العربية (ALESCO) للعلوم والثقاقة في الترجمة إلى الإنجليزية، بغداد 2013.