حكم وضع المكياج في النظرة الشرعية يندرج فيما يصحّ أن تظهر به الفتاة أمام الخاطب، وفي الوقت ذاته دون أن تفعل ما يُغضب الله عز وجل، ذلك أن المرأة جُبلت بطبيعتها على حب الزينة والتجمل، ومن خلال موقعنا يمكن أن نفصّل القول في هذا الأمر.
حكم وضع المكياج في النظرة الشرعية
الإسلام قد أباح للمرأة أن تتزين وتتجمل لمحارمها، وأمرها بالتستر أمام الأجانب من الرجال، فلا تبدي لهم زينتها، ولكن الكثير من الناس يختلط عليهم أمر الخاطب، فيما بين ما يجب إظهاره وإخفاءه.
الكثير من الفتيات يبدين زينتهن كاملة في النظرة الشرعية، باعتبار الخاطب أو الناظر من المحارم، لكن هناك ضوابط للرؤية الشرعية لابد من بيانها.
فإنه لا يجوز للمرأة وضع المكياج في النظرة الشرعية سواء قلّ هذا المكياج أو كثر؛ لأن ذلك
يُعد ابداءً للزينة التي نهانا الله -عز وجل- عن إبدائها لغير المحارم.
فقد قال الله -عز وجل- في سورة النور: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ..” الآية 31
كما قد ذكر العلماء أن ذلك فيه تدليسٌ للخاطب وخديعة، حيث إن الفتاة تظهر بغير الحال الذي هي عليه، وتغير من هيئتها، ويدخل في ذلك الاكتحال، فلا يجوز للمرأة وضع الكحل في الرؤية الشرعية؛ لأنه يُعد كذلك من الزينحكم وضع المكياج في النظرة الشرعيةة المنهي عن إبدائها لغير المحارم.
بينما يقول بعض الفقهاء: إنه لا بأس من وضع القليل من الزينة أثناء الدخول على الخاطب في المرة الأولى بقليل من التجمل، وهنا نشير إلى أنّ الأمر ينبغي أن ينأى عن المغالاة، فإظهار حلاوة الملامح ليس كتغييرها.
لباس المرأة في الرؤية الشرعية
لمّا كان الخاطب أجنبيًّا عن المرأة، ولما كان النظر إليها مباح للخطبة خلاف الحكم الثابت، كان على المرأة أن تتستر عن الخاطب كتسترها عن غير محارمها، فلا تبدي زينتها إلا ما ظهر منها.
بناءً على ذلك فإنه لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير في النظرة الشرعية، ولا أن تتزين كتزيّنها للمحارم.. وإنما الواجب على المرأة المسلمة أن تخرج للخاطب بلباسها الشرعي الواسع.
- لا يصف ولا يشف
- لا يُسبب افتتانًا بها
- كذلك لا يكون زينةً في نفسه
هذا ولا مانع أن تلبس المُهندم من الثياب والمُرتب، فتظهر بمظهر حسن يرغّب فيها الخاطب.
كشف الشعر في النظرة الشرعية
قد اختلف الفقهاء في المواضع التي يراها الخاطب في المرأة التي يودّ نكاحها بناءً على تفسيرهم قول الله -عز وجل- في سورة النور: “ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا..”
فقال جمهور الفقهاء إنّ الخاطب يُباح له رؤية الوجه والكفين، وبناءً على قول الجمهور فإنه لا يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية للخاطب.
أضاف بعضهم القدمين.. بينما يقول آخرون إنّ الخاطب ينظر إلى كل ما يدعوه لنكاحها من يدٍ أو جسم أو شعر، وبناءً على هذا القول فإنه يجوز للمرأة أن تكشف شعرها في النظرة الشرعية.
استدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا خطبَ أحدُكمُ المرأةَ فإنِ استطاعَ أن ينظرَ إلى ما يدعوهُ إلى نِكاحِها فليفعل. قالَ: فخطبتُ جاريةً فَكنتُ أتخبَّأُ لَها حتَّى رأيتُ منْها ما دعاني إلى نِكاحِها وتزوُّجِها فتزوَّجتُها.”
هناك قول بأن الخاطب ينظر إلى يظهر في الغالب مثل الرقبة والساقين ونحوهما.. والراجح والأحوط هو العمل برأي الجمهور القائل بأنه لا يظهر من المرأة غير وجهها وكفيها، أما شعرها، فيمكن للنساء من أقارب الخاطب أن تنظر إليه، والله أعلم.
المرأة الصالحة هي التي تعرف متى تبدي زينتها ومتى تسترها، فلا تخضع بالقول أو تتجمل أمام الأجانب عنها، ولا هي تمنع زينتها أمام محارمها.