تعرفي على طريقة علاج الخوف عند الأطفال وتعليمهم الحذر
كثيراً ما يسأل الآباء والأمهات عن كيفية التعامل مع مخاوف الأطفال. حيث يشير الخبراء إلى أن ما يصل إلى 90 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و14 عاماً يصابون بخوف تجاه أمر واحد على الأقل، ويكون الخوف من الحيوانات أو الظلام أو الوحوش أو الأشباح الخيالية وهي من أهم المشكلات. معظم هذه المخاوف تتضاءل مع مرور الوقت. لكن بعضها يبقى لدرجة أنه يؤثر على الحالة النفسية للطفل، وفرصه. في الحياة
لا يمكننا أن نحمي أطفالنا من كل ما قد يثير الخوف. ولكن كيف يتفاعل أحد الوالدين مع الخوف؟ هذا ما يكشفه الأطباء والمتخصصون.
ما يجب وما لا يجب فعله للتعامل مع مخاوف الأطفال
1 – لا تتظاهري بأنك لا تخافين من الأشياء التي تخافين منها
لدى الأطفال رادار لمعرفة متى يكذب الكبار، ما يجعلهم أكثر خوفاً. من الأفضل أن تخبري طفلك أن لديك خوفاً غير مبرر وأنك تعملين على حل مشكلته.
تعاملي مع مخاوفك الخاصة. لأن خوف الأمهات المفرط سوف يخلق طفلاً خائفاً للغاية. إذا كنت تخافين من الكلاب، أو المرتفعات، أو الأشباح، وما إلى ذلك، فمن المحتمل جداً أن يكون طفلك كذلك. إذا كنت تعلمين أن لديك خوفاً غير عقلاني يقيدك، فأنت مدينة لنفسك ولطفلك بالعمل على تقليص حجمه. يمكن لمستشار الصحة النفسية أن يقدم لك الدعم والتوجيه المهم للقيام بذلك.
2 – لا تحاولي أن تتحدثي مع طفلك عن خوفه غير العقلاني
لا يمكن للأطفال (والكبار أيضاً) أن يستنتجوا أشياء غير معقولة في البداية – على الأقل ليس في البداية. وبمجرد ظهور استجابة الذعر، لن تتمكني من الدخول في حجة معقولة.
يجب أن تدركي أن خوف طفلك حقيقي، حتى لو كنت تعتقدين أنه غير عقلاني. تحققي من صحة مشاعر طفلك من خلال الاعتراف بالخوف. يتيح له ذلك معرفة إذا كنت ستساعدينه. وهذا وحده سوف يقلل من قلقه قليلاً.
3 – لا تستهيني بالطفل أبداً بسبب خوفه
إن إهانة الطفل لا تؤدي إلا إلى زيادة إحساسه بالخجل، من خوفه، لذلك انظري إلى المخاوف على أنها فرصة مهمة للتدريس، وليس باعتبارها عيباً في الشخصية.
ركزي على نقاط القوة لدى طفلك. وذكّريه بالأشياء الأخرى التي كان يخاف منها لكنه نجح في التغلب عليها. دعيه يلاحظ أنك مؤمنة بقوته بما يكفي من التعامل مع هذا الخوف.
4 – لا تعاقبي طفلك على خوفه
معاقبة الطفل على خوفه بالابتعاد أو عزله في غرفته سيزيد من ذعره، ولن يكون مطمئناً، وهذا سيثير مخاوفه أكثر، وربما لن تكون الكلمات وحدها كافية لتهدئته. اقتربي منه بلطف أو امسكي بيده. إذ يتيح الاتصال الجسدي للطفل معرفة أنك تقدمين له الحماية. كما أن هدوءك يجعله يعتقد أنك متحكمة بالموقف تماماً.
5 – لا تطمئنيه إلا إذا تأكدت أنه لن يتعرض للأذى
إن الاستجابة المفرطة من جانبك سيكون لها نتيجتان غير مقصودتين ولكنهما مؤسفتان: إذا شعرت بالذعر، فسيعتقد الطفل أن لديه ما يدعو للذعر. وإذا كان رد فعلك تتضمن الكثير من العناق والكلمات الرقيقة فسوف يتعلم أنها الطريقة المؤكدة لجذب انتباهك هي التصرف بخوف. لذلك كوني داعمة من دون المبالغة في ذلك. لا يمكن للطفل أن يتعلم السيطرة على المخاوف إلا إذا تم دعمه في مواجهتها.
6 – لا تتجنبي الأشخاص والأماكن والأشياء التي تثير قلق طفلك
إن “حماية” طفلك بهذه الطريقة تشير له إلى أن هناك شيئاً يدعو للقلق وأنك لا تعتقدين أنه قادر على التعامل مع الموقف.
قومي بإعادة طرح المشكلة المخيفة تدريجياً. وعرّضي الطفل لكل ما يخافه بخطوات صغيرة تعلمه أنه يستطيع التعامل معه. إذا كان مثلاً يخاف من كلب كبير، اقرئي له القصص عن الكلاب. ودعيه يلعب مع لعبة كلب. عرّفيه إلى كلب صديق صغير وهادئ. وقوما معاً بمداعبة كلب كبير.
7 – علّمي طفلك كيفية التعامل مع الأشياء غير العادية أو غير المتوقعة
لا تتجاهلي هذا الجزء المهم من تعليم طفلك، حيث يعد تعلم كيفية التعامل مع الأشياء غير العادية أو غير المتوقعة أو المخيفة أمراً ضرورياً إذا أراد أطفالنا أن يشعروا بالقدرة على الاعتناء بأنفسهم. إن مهمتنا هي أن نمنح أطفالنا الأدوات التي يحتاجونها لتقييم المخاطر، والتعامل مع الوضع الجديد بثقة، والتعامل مع الأشياء المخيفة التي لا يمكنهم تغييرها.
اعملي على مساعدة طفلك أن يكون شخصا مرناً. اقرآ معاً كتباً عن الأطفال الذين يتجاوزون الخوف من شيء ما، وعلميه مهارات الاسترخاء. دعيه يفرق بين الأشياء التي تستوجب منه الحذر أو التجريب.
متابعة وإعداد وكتابة:
محمد بزوّن
لمزيد من المقالات