هناك الكثير من النساء تلألأ نجمهن في الميدان العلمي، وذلك أكبر دليل على نجاح المرأة على مدار التاريخ، وإثبات لجدارتِها في تحقيق نجاحات تُساعد البشرية، وتزيد من التقدُم التكنولوجي والحضاري، لذلك سنتعرف من خلال موقعنا على أبرز العالمات اللواتي أثرن بشكل كبير في تطوير العِلم والاكتشافات البشرية.
أسماء نساء تلألأ نجمهن في الميدان العلمي
المرأة دومًا مؤثرة في المجتمع، فهُناك الكثير من النساء اللواتي أثرن في الميدان العلمي بشكل كبير لعقود من الزمن، واستطعن أن يغيرن العالم.
على الرغم من مواجهة المرأة الكثير من الصعوبات كانت تقف عقبة في طريقها نحو تحقيق النجاح، إلا أنها تمكنت من إثبات ذاتها والتأثير على العالم بشكل جذري.
أولًا: روزاليند فرانكلين
عالمة فيزياء شهيرة، ولدت عام 1920م وتوفيت في عام 1958م، في مدينة لندن بإنجلترا، ولدت بين أُسرة تهتم بالأعمال الاجتماعية والخيرية، وكان حِلم والدها أن يكون عالمًا، ولكن الحرب العالمية الأولى قضت على أحلامُه وطموحاتُه لينتهي به الأمر مدرسًا.
ورثت روزاليند عن أبوها حِلم أن تُصبح عالمة، ولكن الإحباط أصابها بسبب آراء والدِهَا في أن الاعتراف بالمرأة كعاملة في ذلك الوقت صعبًا، وعلى الرغم من ذلك إلا أن روزاليند لم تستسلم، وواصلت الحِلم ودرست في مدرسة سانت بول للبنات، وكانت إحدى المدارس القليلة التي درست مادتي الفيزياء والكيمياء للبنات.
بعد دراستها في المدرسة انضمت إلى جامعة كامبريدج في عام 1938م، وأصرت على أن تدرِس الكيمياء، ثم نجحت في هذا المجال بشدة، وعملت خلال فترة الحرب بعد حصولها على البكالوريوس عام 1941م، واهتمت بدراسة طبيعة الفحم النباتي وفيما يستخدم، كما قدمت الكثير من المنشورات في هذا الموضوع قبل أن تتم عامها السادس والعشرين.
تخرجت روزاليند فرانكلين من جامعة كامبريدج في عام 1945م حاملة الدكتوراه التي كانت تطمَح بها منذُ أن كانت طفلة، ثم انتقلت لباريس لتعمل في معمل مركزي للخدمات الكيميائية، مما أعطاها خبرة كبيرة في مجال تصوير المركبات بالأشعة السينية.
شاركت العالم جون راندال في الأبحاث المُتعلقة بالحمض النووي، وكانت هي الخطوة الأولى لروزاليند في عالم الحمض النووي وقدمت فيه الكثير من المساهمات المُتعلقة بحل بنية الحمض النووي، واكتشفت شكلين من أشكال الـ DNA وهما: شكل A، وشكل B، ولكن الشكل B كان على مستوى ضعيف من الدقة.
لكن ببعض الأبحاث التي أقام بها ريمون الشريك الآخر لفرانكلين في أبحاثها، قام بالتقاط صورة 51 وهي صورة للحمض النووي باستخدام الأشعة السينية، مما أدى إلى شهرة كُلًا من فرانكلين وريمون، ثم عملوا مع فريق أكثر احترافية مكوّن من واتسون وكريك وموريس.
الذين حصلوا على جائزة نوبل في عام 1962م نظرًا لمجهوداتهم في اكتشاف التركيب السليم للحمض النووي، ولكن لم تتمكن روزاليند من نيل الجائزة على الرغم من إسهاماتها الكبيرة في هذا المجال.. كان ذلك بسبب وفاتها متأثرة بإصابتها بسرطان المبيض.
ثانيًا: جين جودال
ولدت جين في إنجلترا، واشتهرت بحُبِها لدراسة الأحياء والكائنات الحية، فقد قامت بدراسة كل ما هو متعلق بالشمبانزي، واكتشفت كافة سلوكيات الرئيسيات، وهي أحد الرُتَب المتفرعة من فصيلة الثدييات، وشملت حيوانات مختلفة، مثل: “الغوريلا والقردة”، والتي تتشابه مع الإنسان في الخصائص الجسدية.
شغلت جين الكثير من الوظائف مما جعلها من أهم النساء التي تلألأ نجمهن في الميدان العلمي، فقد عملت في جامعة أكسفورد، وأحد الاستوديوهات للتصوير السينمائي الذي كان مُتعلق بتصوير الأفلام الوثائقية للحيوانات والحياة البرية.
أبحرت جين جودال وتوجهت إلى كينيا لتلتقي بعالم الأنثروبولوجي الشهير لويس ليكي، والذي أُعجب بحماس جين ورغبتها في التعرف أكثر على الحياة البرية، مما جعلهم يشكلون فريق عمل رائع، وعملوا في متحف (Olduvai Gorge) في دولة تنزانيا.
بدأ كلًا من جين وليكي ببعض الدراسات الحاسمة حول الشمبانزي عام 1960م بالقُرب من بحيرة تنجانيقا، ومن خلالها كشفوا الكثير من العادات المثيرة للاهتمام لدى الشمبانزي، وتتضمن تناول الشمبانزي اللحوم، بجانب أن هذه الحيوانات البرية تستخدم لحاء الشجر لصنع أدوات بيد استخراج النمل الأبيض.
كان هذا من أهم اكتشافات جين جودال؛ لأنها أثبتت أن ليس الإنسان وحده القادر على صناعة أدوات يستخدمها لتسهل عليه حاجاته، حصلت جين على الكثير من الجوائز بسبب عملها الإنساني والبيئي، فقد نالت لقب سيدة في المملكة المتحدة عام 2004م، وتم تكريمها من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2002م.
ثالثًا: باربرا مكلينتوك
ولِدَت عالمة الوراثة الخلوية في عام 1902م، في هارتفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت من أسرة متوسطة ووالدها طبيبًا وبريطاني الأصل، تميزت باربرا منذ صغرها بذكائها الحاد، مما أدى إلى أن معلمتها في المدرسة تتوقع لها بأن تُصبِح أستاذة جامعية، إلا أن والدتها كانت تُعارِض فكرة ذهابها إلى الجامعة.
تمكّن والد باربرا من التخلص من اعتراضات والدتها مما جعل باربرا تلتحق بجامعة كورنيل في نيويورك، خلال ورشة في علم الوراثة تمكنت باربرا من لفت انتباه أستاذِها كلود هوتشيسون، والذي وصى عليها لتُكمِل الدراسات العُليا فيما بعد، بعد أن حصلت على بكالوريوس الزراعة عام 1923م.
قررت أن تستمر في مجال الجراحة في علم النبات وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه، وتخصصت في مجال الوراثة النباتية، ثم عُيِّنت في وظيفة أستاذة بالجامعة في قسم علم النبات.
ثم اشتركت مع أحد طُلاب الدراسات العُليا الجُدد ليُبرهنوا أن عمليات الانتقال الكروموسومي تحدث في نواة الكروموسوم، وهي أجزاء متناهية الصغر موجودة بداخل نواة الخلية، تحتوي بشكل كامل على تفاصيل خلق الإنسان، ثم استكملت دراستها على الكروموسومات بمعرفة تأثير الأشعة السينية على ذرة الكروموسوم.
عمِلت بشكل مؤقت في مختبر كولد سبرينج هاربور في لونج آيلاند، وعمِلت بشكل دائم في هذا المعمل بعد مرور سنة، وأصبح لديها الوقت الكافي الذي يساعدها على القيام بكافة الأبحاث التي ترغب بها، حتى أصبحت المرأة الثالثة المُنتخبة لأكاديمية العلوم الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية.
استلمت باربرا من الرئيس ريتشارد نيسكون الميدالية الوطنية للعلوم، وحصلت على جائزة نوبل في الطب لاكتشافها العناصر الجينية المتحركة، وتوفيت مكلينتوك في عام 1992م تاركة لنا إسهاماتها العظيمة؛ لتكون على رأس قائمة أبرز أسماء نساء تلألأ نجمهن في الميدان العلمي.
رابعًا: راشيل كارسون
من أبرز النساء اللاتي تلألأ نجمهن في الميدان العلمي؛ لأنها كانت من أشهر كُتاب القرن العشرين، ولدت راشيل في مزرعة عائلية صغيرة في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة في عام 1907م، تمكّنت من قضاء الوقت في استكشاف الغابات والتعرف على الطبيعة حول مزرعة العائلة، ووضعت شغفها لتكون كاتبة.
حيث نُشِرَ أول قصة لها وهي في عامها الحادي عشر، وكان ذلك في مجلة القديس نيكولاس، تلقت راشيل تعليمها في مدرسة سبرينجديل ثم توجهت إلى الدراسة الثانوية بالقُرب من بارناسوس حتى تخرجت في عام 1925م وكانت الأولى في المدرسة على مستوى 44 طالب وطالبة.
التحقت بجامعة بنسلفانيا للمرأة وكانت رائدة في اللغة الإنجليزية وأصبحت كاتبة محترفة، كما تميزت بتفوقها في علم الأحياء، بعد أن تخرجت من الكلية قامت بدراسة صيفية في المختبر في وودز هول في ولاية ماساتشوستس، والتي كانت قريبة من المحيط الذي أصبح فيما يلي موضوع للعديد من الكتب التي ألفتها.
تميزت راشيل في مجال الكتابة والأحياء مما أدى إلى تفوقها في عملِها بدوام جزئي في مكتب الولايات المتحدة لمصائد الأسماك عام 1935م، وكان عملها المؤقت الآخر هو كتابة النصوص الإذاعية حول الحياة البحرية، وانتقلت بعدها إلى مراكز أعلى.
حيث لمعت كمُحررة وكاتبة في شُعبة المعلومات بنفس الوظيفة وعملت كرئيسة تحرير، نشرت كارسون كتابها الأول عام 1941م بعنوان تحت رياح البحر (Under The sea-wind)، بالإضافة إلى نشرها لِمزيد من الكتُب الأخرى:
- البحر من حولنا (The sea around) في عام 1951م.
- حافة البحر (Edge of the sea) وعَرِضَ قضية المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، وآثارها السلبية على البيئة المائية.
- الربيع الصامت (Silent spring) نُشِرَ في عام 1956م وكان هو الكتاب الأشهر لراشيل.
خامسًا: ماريا جوبرت ماير
ولدت ماريا في ألمانيا عام 1906م، وكانت الابنة الوحيدة لأُسرِة فريدريش جوبرت الذي عمل أُستاذًا في طب الأطفال في جامعة (Gottingen and Maria nee Wolf)، التحقت بمدرسة ثانوية ثم فشلت هذه المدرسة في الاستمرار.. وبالتالي لم تحصل ماريا على الشهادة الثانوية وتمكَّنت من الالتحاق بالجامعة دون هذه الشهادة.
حصلت على الدكتوراه من جامعة جوتينجن عام 1930م، وتزوجت من الدكتور جوزيف إدوارد ماير وانتقلت حياتهِم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خلال فترة عمل جوزيف في جامعة شيكاغو قررت ماريا وأصبحَت مُساعدة للبروفيسور في مادة الفيزياء.
عرض وظيفة في المُختبر في قسم الفيزياء النظرية، وبدأت عملِها الجُزئي في عام 1948م على نموذج الغُلاف الجوي الذي مكّنها من الحصول على الشهرة والاحترام من قِبل زملائها في المجال، وكان عبارة عن إدخال نموذج الغلاف الجوي للنواة الذرية.
تعيّنت ماريا كأستاذة جامعية في قسم الفيزياء في جامعة كاليفورنيا بسان دييجو عام 1960م، وتمكّنت من الحصول على جائزة نوبل هي وكُل من شارك في مشروع نموذج الغلاف الجوي، وكانت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء النظرية، والمرأة الثانية التي تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء بعد ماري كوري.
نساء عربيات رائدات في مجال العلوم
هناك الكثير من النساء العربيات اللواتي تمكنّ من اللمعان في سماء العلوم، على الرغم من الصعوبات التي قد تكون مواجهة لهُن بشدة، إلا أنهم تمكنوا من التغلب على هذه الصعوبات، وكتابة أسمائهن بحروف من ذهب في التاريخ.
1- غادة المطيري
مخترعة سعودية وعالمة حصلت على الكثير من الجوائز في مجال الإبداع العلمي لاختراعاتها الكثيرة، وحصلت على أكثر من 10 براءات اختراع مسجلة في أمريكا في مجال النانو تكنولوجي، ومن أهم الجوائز التي حصلت عليها هي جائزة الإبداع العلمي من منظمة دعم البحث العلمي في أمريكا وكانت قيمة الجائزة 3 مليون دولار.
2- رنا الدجاني
عالمة أُردنية تفوقت في مجال البحث العلمي، وواحدة من أبرز أسماء نساء تلألأ نجمهن في الميدان العلمي، حيثُ ارتكزت أبحاثِها على دراسة الجينات المُتعلقة بمرض السكري والسرطان، وتم اختيارها من ضمن 20 عالمًا أكثر تأثيرًا في العالم الإسلامي في عام 2014
3- وداد إبراهيم
عالمة فضاء سودانية الجنسية عملت في وكالة ناسا، يشمل عملها على وضع المعادلات الرياضية المُتعلقة بالصواريخ والمركبات، وهي أُستاذة في علم الرياضيات التطبيقية والفيزياء بجامعة هامبتون، تعمل هذه الفترة على دراسة كوكب المريخ والتعرف على أسرارِه وثرواته المعدنية.
4- غادة محمد عامر
من أبرز عُلماء مجال هندسة القوى الكهربائية مما جعلها ضمن قائمة أسماء نساء تلألأ نجمهن في الميدان العلمي، هي مصرية الجنسية، وتم اختيارها ضمن أهم 20 امرأة في مجال العلم والتكنولوجيا، ونشرت هذه الإحصائية في مجلة مُسلم ساينس التي تتخذ الولايات المتحدة مقرًا لها.
5- سها القيشاوي
مُهندسة فلسطينية مسؤولة عن البرنامج الفضائي الذي تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تعمل كخبيرة مُهندسي البرمجيات، ومسؤولة تمامًا عن تكامُل البرمجيات، كما تُحضِر كافة المشروعات المُستقبلية التي ستستخدمها وكالة ناسا.
هُناك قائمة طويلة من أسماء نساء تلألأ نجمهن في الميدان العلمي، وذلك يدُل على إسهامات النساء العظيمة على مرّ التاريخ، وتُمكنّهم من التأثير بشكل إيجابي على العالم.