شافية احمد… عندما نتحدث عن أعلام الموسيقى العربية من الأشخاص ذوي الإعاقة، يخطر على البال مباشرة الموسيقار الراحل سيد مكاوي، والملحن عمار الشريعي والمطرب المعروف بأغانيه السياسية الشيخ إمام، وإذا اسعفتنا الذاكرة، وكان المتحدث راغباً في التوسع قد يذكر اسم “مصطفى طاهر” الذي أشتهر بأداء أغاني أم كلثوم في بداية التسعينات والذي تحدثنا عنه سابقا
ولكن اذا بحثنا في تاريخ الغناء العربي سنجد ايضا مطربات كفيفات ولكن هناك ضعف في عملية التوثيق حول إنجازاتهن المختلفة، فلا يتم تكريمهن بالشكل اللائق، ولا يتم ذكرهن عندما يبدأ الحديث عن تاريخ الموسيقى خلال فتراتهن ـ.
فعلى الرغم من وجود عدد قليلاً نسبياً منهم إلا أنهن لعبن دوراً بارزاً في المشهد الموسيقي لبلادهن ولذلك في السطور القادمة” زمان بوست” ستعرفك اكثر عن اهم وابرز المحطات الفنية بحياة ومسيرة احدي هذه النماذج الواضحة والجلية التي عملت جاهدة في ترسيخ أسمها، ورغم ذلك لم ينصفها التاريخ… انها الفنانة شافية احمد.
الفنانة شافية أحمد من مواليد الثامن من شهر ابريل لعام 1923 في منطقة حوش آدم بمحافظة القاهرة، وكان والدها مهاجرا من السودان وهو قارئ القرآن الكريم الشيخ أحمد محمد عبد القادر الصائغ، والمعروف بصوته وكانت كفيفة منذ ميلادها.
بدأت مشوارها الفنى بحفظ القرآن الكريم، حيث تلقت تعليمها على يد الشيخ محمد فقيه وهو صاحب صوت جميل ويهوى الغناء، الأمر الذي دفع شافية إلى محبة الموسيقى، وقادها لصقل موهبتها الموسيقية على يد كل من إبراهيم شفيق ومحمد القصبجي إلى جانب الانضمام إلى فرقة الغناء في معهد الاتحاد الموسيقي، ومن ثمّ التحاقها بالإذاعة المصرية وكانت أول أغنياتها «يا للي أنت عايش غريب».
وللمطربة شافية أحمد رصيد سينمائي بلغ 22 عملاً سينمائياً بدأتها بفيلم “البؤساء” سنة 1943، انتهاءً بفيلم “سمراء النيل” سنة 1959، معظمها بطريقة الدوبلاج دون ظهور حقيقي إلا في فيلم “سر الأميرة “عام 1949.
اقرا ايضا..غنت لسيد درويش ونافست ام كلثوم ومنيرة المهدية، ولقبها خليل مطران بـ “مطربة القطرين”، معلومات عن الفنانة فتحية أحمد
ورغم أن الكثيرين منا ربما لم يشاهدوا صورة المطربة شافية أحمد صاحبة الصوت الجميل المتفرد، والشهيرة بلقب مطربة الزهور، إلا أنه من المؤكد أن صوتها معروف لدى الكثيرين، فهي مطربة الصورة الغنائية الإذاعية الشهيرة “نزهة” الشهيرة باسم “الجوز الخيل والعربية”، حيث شاركها الغناء كل من كارم محمود وسيد مصطفى، وقدمتها الإذاعة المصرية ثمّ صورت لاحقًا بطريقة الرسوم المتحركة. ولعل من أبرز مشاركاتها أوبريت «الليلة الكبيرة» من تأليف صلاح جاهين وألحان سيد مكاوي على مسرح القاهرة للعرائس عام 1961 والذي أخرجه لاحقًا إلى التلفزيون المخرج صلاح السقا.
يذكر انها الفنانة شافية احمد كتب لها أغنياتها عدد كبير من كبار الشعراء الغنائيين، مثل بيرم التونسي وعبدالفتاح مصطفى وزكريا الحجاوي ونبيل الفاكهاني وعبدالعزيز سلام ومحمد علي أحمد، كما قام بالتلحين لها عدد من كبار الملحنين، مثل محمود كامل وسيد مكاوي وأحمد صدقي وعزت الجاهلي وعلي فراج ومحمد الكحلاوي.
تزوجت الفنانة شافية أحمد مرتين الأولى من حسن زكي عبد المنعم ورُزقت بطفل يدعى «سيد» لكن هذا الزواج لم يستمر إثر تدهور صحتها وإصابة حنجرتها في أواخر الخمسينات مما دفعها إلى الانسحاب لخمس سنوات وفور تماثلها للشفاء، عادت للغناء من جديد في عام 1960.
واما زيجتها الثانية فكانت من الملحن شفيق محمد الذي عاشت معه حتى أواخر أيامها ورُزقت بطفل وحيد لكنه فارق الحياة بعد عام، لتعود مرة اخري للانسحاب التدريجي من المشهد الغنائي حتى اعتزلت بشكل نهائي وفارقت الحياة في التاسع من شهر اغسطس لعام 1983 عن عمر يناهز الستين عاما.
وقد حصلت الفنانة شافية احمد خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها شهادة الجدارة عام 1979.
You must be logged in to post a comment.