فتحية احمد… صاحبة صوت مؤثر لمع وشق طريقه وذاع صيتها في بداية الثلاثينات من القرن المنصرم، والتي سبقت شهرتها أمّ كلثوم بسنوات، ولا تقلّ عنها في المقدرة الفنية، بشهادة ذوّاقة الفنّ الأصيل. ونافست سلطانة زمانها منيرة المهدية على ساحتها الفنية، حتى أن البعض رأوا أنّها صاحبة الصوت الأوّل.
لقبت بـ “مطربة القطرين”، وقد حصلت على هذا اللقب عندما تعرّف عليها الشاعر خليل مطران “شاعر القطرين” في مدينة زحلة وطلب من أحمد شوقي ومحمد عبدالوهاب أن يطلقا عليها هذا اللقب لغنائها في كلّ من سوريا ومصر، إلى جانب نيلها لقب “ملكة المواويل” لأتقانها فن الارتجال الغنائي.
ولذلك في السطور القادمة “زمان بوست” ستعرفك اكثر عن اهم وابرز المحطات الفنية في حياة ومسيرة الفنانة فتحية احمد.
الفنانة فتحية أحمد من مواليد عام 1905 وقد نشأت وسط أسرة فنيّة في حي الخرنفش بالقاهرة، ووالدها هو الشيخ أحمد الحمزاويّ والذي اشتهر بكونه منشداً ومبتهلاً إلى جانب خالتها الفنانة “مبة كشر وشقيقاتها هما المغنيّة رتيبة أحمد ومفيدة احمد، وقد اكتشفت موهبتها في المدرسة حيث دعتها إحدى المعلمات للغناء، إلا أنها تركت المدرسة ليكتشفها بعدها أحمد عسكر ليتدخل نجيب الريحاني بعدها ويدخلها عالم المسرح الغنائي في سن مبكرة.
وقد تعاملت مع عدد من الملحنين مثل سيد درويش وأبو العلا محمد وأحمد صبري التجريدي ورياض السنباطي، ومن ابرز اعمالها الغنائية «طلعت يا محلا نورها»، «الحلوة دي قامت تعجن»، «زوروني كلّ سنة مرّة»، ولحسن الحظ أنه تم حفظها على مجموعة من الأسطوانات بصوت فتحية أحمد عام 1919، على رغم أنها ألحان عُرفت بِاسم سيد درويش كملحّن ولم تُعرف باِسم مؤدّيتها.
ويذكر أنّ الفنانة فتحية أحمد هي التي قامت بتعريف محمد عبد الوهاب إلى سيد درويش للمرّة الأولى، ليسند إليه في ما بعد بطولة أوبريت «شهرزاد».
وسبقت أمّ كلثوم إلى زكريا أحمد فغنّت له قبل أن يلحّن لأمّ كلثوم وأدّت له أغنيته الشهيرة «يا حلاوة الدنيا يا حلاوة»، وسجّلت معه مجموعة «طقاطيق»، منها «بعد ما فرحت عداي».
اقرا ايضا..لحن لها سيد مكاوي ووقفت امام العندليب واسماعيل يس، معلومات عن “هند علام” الشقيقة الكبري لـ “هدي سلطان ومحمد فوزي” ولماذا لم تحظي بشهرتهما؟
ومع بداية انطلاقة السينما، ساهمت الفنانة فتحية احمد بصوتها عن طريق الدوبلاج في ثلاثة أفلام، أوّلها عام 1942 بفيلم «عايدة» من بطولة صديقتها أمّ كلثوم، وفيلم «أحلام الشباب» لفريد الأطرش، لتظهر مرّة واحدة في فيلم «حنان» بدور البطولة عام 1944 مع تحية كاريوكا.
في سنواتها الأخيرة أنهك مرض السكري الفنانة فتحية احمد وجعلها تعتزل الساحة الفنيّة وبقيت في منزلها لتستقبل الضيوف وتتغنى بماض وإرث فنيّ يمتد إلى أكثر من خمسين عاماً، لتوافيها المنية عن عمر يناهز السبعين عاما في منزلها في الخامس من شهر ديسمبر لعام 1975 وهو العام ذاته الذي رحلت فيه كوكب الشرق أم كلثوم.
ويذكر انه منذ خمس سنوات تم نشر كتاب بعنوان “فتحية أحمد: مطربة القطرين” للكاتب محب جميل والذي يتناول السيرة الذاتية للفنانة الراحلة، وقال “محب” إن بداية شغفه بالبحث عن ملفات الفنانة فتحية أحمد، خاصة عندما استمع إلى صوتها لأول مرة خلال وجوده في مرحلة التعليم الجامعي، مشددًا على أنه ظل يبحث عن هذه المطربة التي أبهرته وتعلق بصوتها إلا أنه لم يجد عنها معلومات مفيدة عبر الإنترنت.
وأضح أنه انتظر حتى الانتهاء من الدراسة الجامعية وتفرغ لمدة عامين لجمع الأرشيف الخاص بها واتجه أكثر إلى البحث عنها والاستماع إلى الأغاني التي أدتها، قائلا: “إلا أن المشكلة الأصعب هي وجود مصادر متضاربة مع بعضها”.
You must be logged in to post a comment.