“كلمات وحكايات”.. لماذا يسمون مستشفى الأمراض النفسية بـ”الخانكة”

“كلمات وحكايات”.. لماذا يسمون مستشفى الأمراض النفسية بـ”الخانكة”

 

كتب – د. أحمد مروان

زمان .. منذ مئات السنين ، كان الأمراء والسلاطين في مصرنا المحروسة يقوموا ببناء ما يسمى بالـ “خانقاه” !!

والخانقاه -وأحيانًا أخرى يطلق عليها خانكاه- هذا يا سادة مصطلح فارسي أيضًا ومعناه “بيت العبادة” .. وحسب توصيف المقريزي له فإن “الخوانك” (جمع خانكاه) نشأت في الإسلام في حدود القرن الرابع للهجرة وجُعلت لتخلى الصوفية فيها لعبادة الله تعالى” أي أنها نوع من الخلوة التي يلزمها جماعة من المسلمين لأجل التعبد، بدون ممارسة عمل آخر، معتمدين في نفقاتهم على ما ينفقه عليهم الأغنياء من مأكل وملبس”.

خانقااة
خانقااة

هذه الخوانق كانت منتشرة بكثرة في عهد المماليك، لدرجة أنه كل سلطان مملوكي كان يبني خانقاه ويطلق عليه اسمه، كأنه أمر من باب التبرك أو ما شابه.

المهم .. يقولون أن السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون قرر أن يخرج في رحلة صيد، وذهب إلى مكان في شمال قاهرة المعز، وهناك أصيب بوعكة صحية شديدة، وقام بعمل نذر لله إن تم شفاؤه فإنه سيقوم ببناء خانقاه للصوفية وعابري السبيل في هذا المكان تقربًا لله.

وبالفعل شُفي السلطان، وعاد بعدها بفترة ليوفي بنذره، وقام ببناء الخانقاه النذر عام 1324م.

هذا المكان تم تسميته بالـ “الخانقاه” .. وبتوالي الأجيال وتتابع الأزمنة تحورت الكلمة إلى “الخانكة” .. ويتم إنشاء مستشفى للأمراض النفسية في هذه المنطقة، ليصبح بعدها مجرد ذكر كلمة “خانكة” ونسبها إلى أي شخص يعد دلالة على اضطرابه واختلاله العقلي

وهكذا تحولت الكلمة من إشارة إلى “خانقاه” وهو المكان الروحي الديني الجميل، إلى “الخانكة” والذي يشيرون به إلى الإعتلال العقلي!!

 

لمزيد من المقالات 

منوعات

أخبار الفن العربي

LIBERTY MAGAZINE

————————————————————————————————————-

Leave a Reply

Scroll to Top