لعمل عن بعد بلا حدود جغرافية… حل لشركات التكنولوجيا بمواجهة نقص الأدمغة

بمواجهة نقص الأدمغة، تتنافس شركات التكنولوجيا لإستقطاب أصحاب المواهب، لكن العمل يحصل عن بُعد، والموظفون يكونون أحياناً في الجانب الآخر من العالم.غادر نيكولا بيسيمييه أخيراً سيليكون فالي للإقامة في رينو بولاية نيفادا، من أجل وظيفة عن بُعد بالكامل (ما يُعرف بـ”فول ريموت”) لحساب موقع “هوبر” المتخصص في مقارنة أسعار الرحلات الجوية. وبعد صرفه من غوغل التي أعلنت أخيراً الاستغناء عن 12 ألف وظيفة، لم يجد بيسيمييه صعوبة في إيجاد شركة جديدة مهتمة بالإفادة من مهاراته في تطوير البرمجيات.

ويروي بيسيمييه من مقر إقامته الجديد الذي يستخدمه أيضاً مكتباً له “الـ”فول ريموت” يعطينا إمكانية اختيار المكان الذي نريد الإقامة فيه، مع حرية تغييره في حال غيّرنا رأينا بعد شهرين”.

وفي الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يعمل جوردان بيتييه (35 عاماً) مطوراً معلوماتياً لحساب شركة “غورجياس” الفرنسية الأميركية العاملة في مجال التجارة الإلكترونية. وهو يعمل أيضاً من منزله، في مدينة غرونوبل في جبال الألب الفرنسية، وهو ما يصفه بأنه إطار “أكثر ملاءمة للحياة العائلية” مقارنة مع باريس.

ويقول “لقد تحدثت إلى مديري عن نقل مقر إقامتي، فلم يكن لذلك أي أهمية لديه لأني أعمل عن بُعد بصورة كاملة”.

ومع فرق عمل منتشرة في فرنسا وصربيا وكندا، يجد مؤسس “غورجياس” رومان لابير نفسه من سان فرانسيسكو على رأس موظفين في مناطق زمنية مختلفة.

هذا الاتجاه دفع إلى إنشاء الشركة الأميركية “ريموت” التي تأسست في عام 2019 لربط الشركات “أينما كانت، مع أشخاص مؤهلين، في كل مكان في العالم”، كما توضح مارغريت مونروز، المسؤولة عن الشركة في فرنسا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.

وتوظف الشركة حوالى ألف شخص في 70 دولة يعملون أيضاً عن بعد، من المحاسبة إلى الموارد البشرية.

ويتيح تنظيم العمل إمكانية التوظيف بأجور أقل بكثير. على سبيل المثال، بحسب تقرير صادر عن شركة “غارتنر” الأميركية في عام 2022، يتقاضى مهندس البيانات 17400 دولار سنوياً في نيودلهي، مقارنة بـ187 ألف دولار في سان فرانسيسكو.

لكن لهذه الطريقة أيضاً عيوبها، مثل صعوبة دمج الموظفين المبتدئين، وثقافة الشركة التي يصعب نقلها أو الجداول الزمنية المتداخلة للغاية.

وقد عانى جوردان بيتييه من هذه العقبات، عندما كان يدير “فريقاً من الموظفين في باريس وكيبيك وبوخارست وسياتل”. ويقول “كانت لدينا فروق في التوقيت تصل إلى 10 ساعات من الشرق إلى الغرب. لقد كان الأمر متعباً”. وبنتيجة ذلك، بدأ القطاع في التوظيف تبعاً للمناطق الزمنية، من أجل مزيد من السلاسة في العمل.

Leave a Reply

Scroll to Top