كيف نحقق الاستقرار النفسي والإنتاج الفكري؟ خبير يكشف

أوضح الاختصاصي النفسي العيادي الجنائي عبد الله الوايلي، أن الاستقرار النفسي عبارة عن رغبة الفرد في تجنب الألم والحصول على الراحة النفسية والجسدية.

وأشار إلى أهمية التحرر من الخوف والقلق والشعور بعدم الأمن والبحث عن الحماية، فالاستقرار النفسي يعتمد على شعور الفرد بقيمته الشخصية وثقته بذاته واطمئنانه على أوضاعه الاجتماعية المختلفة وأدواره ومسؤولياته المتعددة.

تحقيق الاستقرار النفسي

بيّن “الوايلي” أنه شعور ینشأ لدى الفرد عندما يحصل على حاجته من التعزيز والتشجيع والتقدير خاصة من المجتمع المحيط، سواءً كانوا أُسرة أو زملاء أو أساتذة أو رؤساء بمجال العمل أو غيره.
ويضيف: كما يوضح ذلك أكثر على المستوى النظري من خلال نظرية (ماسلو) هرمية الحاجات والتي تحدث فيها عن خمس حاجات لا بد من إشباعها وبشكل تصاعدي، إذ إنّ كل حاجة ترتبط بالحاجة التي قبلها وبشكل تسلسلي كالحاجات الفسيولوجية والحاجة للأمن والحاجات الاجتماعية ثم الحاجة إلى التقدير وأخيرًا الحاجة إلى تحقيق الذات.

الاعتدال والقدرة على تكوين العلاقات

وأشار إلى أن الاستقرار النفسي من وجھة نظر الدین يعني الاعتدال والقدرة على تكوین علاقات مستقرة مُرضیة خلقیًا ونفسیًا واجتماعیًا ودینیًا، لتفادي المؤثرات السلبیة للبیئة، ولا یقصد بھا البیئیة المحیطة فحسب، بل الأھم من ذلك ھي البيئة النفسیة.
وذكر: مهما حدث في البيئة الخارجية فإنھا لا تترك أثرًا سلبیًا، إذا لم تتصدع أو تتأثر البیئة النفسیة للفرد وهناك علامات ودلالات تدل على الاستقرار النفسي من أبرزها “الشعور بالسعادة الداخلية عن طريق التكيف الذاتي الداخلي والتوافق الخارجي وكذلك التسامح الذاتي والجماعي”..

هذا بالإضافة إلى تقدير الذات والقدرة على استثمار الخبرات الإيجابية والتعلم ومن ثم الشعور بالطمأنينة النفسية، فقد قال تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

وأشار إلى أن الاستقرار النفسي يُعبّر دائمًا عن النفس المطمئنة المتكاملة بسلوكها الفطري والتي من خلالها تتضح الاستجابات السلوكية الإيجابية والسّويّة للفرد، سواء كانت مع نفسه أو مع أُسرته أو مجتمعه الذي يعيش فيه.
وبين: الحقيقة بأن الاستقرار النفسي له ثمرات أهمها الراحة النفسية وآثارها الإيجابيّة كثيرة حيث تعود على صاحبها بالمكاسب المتعددة والتي تتجلى في شخصيته وتفاعلاته الذاتية والمجتمعية.

تأثيرات الرياضة على الاستقرار النفسي

وأضاف أن الرياضة تشكل عاملًا مهمًا في الاستقرار النفسي والتنشيط الذهني والإنتاج الفكري للإنسان، إذ أنها تخفف من ضغوط الحياة اليومية المباشرة والغير مباشرة وتقلل من التوتر العصبي وتساعد على الاسترخاء، بل إنها تكسب الإنسان متعة وسعادة وراحة نفسية وثقة بالنفس وتحرره من القلق والتوتر والاكتئاب وتقوده للسلامة النفسية.
ولفت إلى أن الدارسات النفسية أثبتت أهمية الاستقرار النفسي في حياة الإنسان ودوره في التطور والتقدم الشخصي والمجتمعي، ومن زاوية أُخرى أوضحت بعض الدراسات أيضًا بأن الشخصية الغير متزنة انفعاليًا تكون أكثر عرضة لعدم الاستقرار النفسي وبالتالي الإصابة بالاضطرابات النفسیة أو العصبية.

وتابع أن العالم النفسي (فروید) يرى أن ما یجعل الفرد یتوازن ویتجه نحو الاستقرار أو یختل توازنه ویتجه نحو عدم الاستقرار، ھو المشاعر السلبية المكبوتة وضعف الذات الداخلية.

Source link

Leave a Reply

Scroll to Top