في يومها العالمي.. اللغة العربية ومواكبة موجات التحديث والتطور العالمية

أكد مثقفون أهمية لغة الضاد في يومها العالمي، ومكانتها لدى العرب والمسلمين، وفي كافة أنحاء العالم، و الجهود والمبادرات من أجل المحافظة عليها، والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات، وتكريس مكانتها في المجتمع المحلي، وعلى النطاق العالمي.

مزايا وخصائص العربية

بداية تحدث الناقد، عضو نادي المدينة المنورة الأدبي صالح الحسيني، عن مزايا وخصائص اللغة العربية التي من المهم ذكرها، ومنها:

– الفصاحة، وهي أن يخلو الكلام مما يشوبه من تنافر بالكلمات، وضعف التأليف، والتعقيد اللفظي.

– الترادف وهو أن يدل عدد من الكلمات على نفس المعنى المراد. الأصوات ودلالتها على المعاني

-كثرة المفردات حيث تزخر اللغة العربية بعدد وافر جدًا من المفردات، ولا تحتوي لغة أخرى على عدد أكثر أو يساوي العدد الذي تحتويه لغة الضاد.

ويضيف الحسيني: ومن مزاياها علم العروض: وهو العلم الذي ينظم أوزان الشعر وبحوره، ويضع القواعد الرئيسية لكتابة الشعر، مما جعل الشعر العربي هو الأكثر بلاغةً وفصاحةً.

يضيف الحسيني: من مزاياها علم العروض - اليوم

ومن مظاهر الاهتمام باللغة العربية: الاحتفاء السنوي بها في يومها العالمي الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، حيث تقام فيه الفعاليات المعززة لقيمتها لدى الناشئة، وانتشار كراسي العناية باللغة العربية في الجامعات، وهناك كرسي اللغة العربية في لندن.

ومن الاهتمامات أيضاً كثرة ما يؤلف ويطبع وينشر من كتب ومؤلفات باللغة العربية، وكذلك على مستوى ما ينتج في أدب الطفل بلغة عربية نالت نصيبًا جيدا من العناية.

إضافة إلى ما يقدم من كتب صوتية بلغة فصيحة، ومسابقات الإلقاء والخطابة، والقصائد الفضيحة المغناة التي ظهر الاهتمام بها مؤخرًا.

عبدالرحمن المدني يؤكد أن اللغة العربية هي اليد الحانية والأم الرؤوم - اليوم

إبراز اللغة في وسائل الإعلام

تحدث الشاعر عبد الرحمن عبد الحميد المدني، قائلًا: تختلف اهتمامات الإنسان العربي، وتختلف توجهاته، وتتعدد ثقافاته، وتكثر معرفته وفهمه وتعلمه للغات عدة، ولكن تظل اللغة العربية هي اليد الحانية والأم الرؤوم التي تجمع بين أبنائها من شتى أقطار الأرض.

ومن هنا نستطيع القول إن إبراز اللغة العربية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، من الأهمية بمكان لكل عربي، أجاد استخداماتها أو ما زال يسعى لذلك.

فالإعلام الآن هو الترمومتر والموجه الحقيقي لكل العالم ولكل الأطياف والأعمار، فعلى الإعلام أن يقوم بدوره المنوط به تجاه هذه اللغة العظيمة، وتجاه تربية الأجيال القادمة، وتثقيفهم، وتنمية الوعي والإدراك لديهم بخصوصية، وأهمية اللغة العربية وجمالها.

اليوم العالمي للغة العربية - اليوم

ويكمل المدني “ولذلك من الملح أن يكون هناك مشاريع وبرامج لغوية هادفة ومدروسة ودائمة، تتبناها العديد من الجهات، لترغيب الأجيال الناشئة وفتح آفاقهم على كنوز اللغة العربية، وذلك توازيًا مع قطاعات التعليم العام، بالإضافة إلى خدمة الدارسين وطلاب العلم.

وأضاف من الضروري أن تكون هناك برامج مكثفة ودائمة لتعزز مكانة اللغة العربية لدى المقبلين عليها، وتعين الدارسين لها على سبر أغوار ومكنونات لغة الضاد التي تتربع وحدها في قلب كل عربي.

هند النزاري قالت إن للغة العربية حضور طاغٍ على لسان الكون - اليوم

مستقبل مشرق للأمة العربية

في حين تحدثت الشاعرة هند حامد النزاري قائلة: “للغة العربية حضور طاغٍ على لسان الكون، ومجد لا يضاهيه مجد، والحقيقة أن الله تعالى قد قيض لها من يعيد صقل جوهرها كلما بهت بتأثير الحوادث والمستجدات، على الرغم ممن يحاول طمسها وإظهار عجزها عن مواكبة دولاب التقنية.

وقالت: قد نجح الموالون لها المنافحون عنها في إعادة عرشها مرات ومرات، علما بأن عرشها لم يسقط يوما، إلا أنه ربما يكون قد تضعضع بعض الشيء، في بعض منعطفات التاريخ، ولا عجب في ذلك فسمو اللغات لا يكون إلا بسمو أهلها.

وترى أننا الآن أقوى وأسمى منا في فترات سابقة، حيث كانت الحضارة غربية أو شرقية، ونحن مجرد مستهلكين بينهما، نخضع لقوانينهما ونتكلم لغتهما، أما اليوم فقد علا صوتنا وما زال يعلو وسوف تتسيد لغتنا المشهد الحضاري في وقت قصي، وإن كنا نشعر ببعض الإحباط أحيانا من لغة الشارع أو ما يسمونه اللغة البيضاء، التي تجرد العربية من تفردها بالبلاغة والعمق، وتعمل على تسطيح الذائقة لدى المتلقين، وتعويدهم على الركاكة والإعجام؛ إلا أن الأمل أكبر في مستقبل مشرق للأمة العربية بكيانها ولسانها.

مراجعة العلاقة مع اللغة

فيما أكد الأديب والكاتب عبد الرحمن الجاسر أنه ينبغي أن تكون الهيمنة اللغوية بالسيطرة على مخرجات العلم والبحث العلمي والتقني، والمفاهيم الاصطلاحية فقط، بل يجب أن تؤثر اللغة على تفاصيل الحياة الصغيرة، وإن بمستويات أقل، ولكن يجب أن يكون لها حضورها بشكل ما.

وقال، اللغة تحيا بالاستعمال ولا تحيا في بطون الكتب، واللغة العربية وإن مازت عن غيرها بقدسية خاصة لدى المسلمين، واستقرت في قلوب المؤمنين كلغة عبادة ولسان دين، وميراث ثقافي عريق، إلا أن ذلك وللأسف لم يشفع لها بأن تسلم من عقوق ما، وتخلٍّ وإنكار، حتى تقسمت اللغة لمستويات الفصاحة إلى العامية والابتذال، ولم تجد مكانها عالميًا في العصر الحاضر، إلا من خلال السعي الدبلوماسي والسياسي، وبعض الجهود لمؤسسات ثقافية محدودة.

وأضاف: كما أن جهود المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية ومجمع الملك سلمان للغة العربية ووزارة الثقافة لا شك أنها إضاءات جيدة في حياة اللغة، وتذكير في مجدها الاستعمالي الذي يجب أن ينبع من إرادة المجتمع وكافة مؤسساته، وعلى رأسها وزارة التعليم في مناهجها وأنشطتها.

وتابع: “نعم نحن نحتفل بيوم اللغة العربية كضيف يحل علينا كل عام مرة واحدة، وهذا جيد، ولكن السؤال الأهم هل مثل هذه المناسبات تشكل أهمية في نمو اللغة أو تكريسها، أو يعود بالفائدة على اللغة بشكل ما، ربما أن هذا الاعتراف الدولي بقيمة اللغة العربية، هو قرب من الآخر وتعزيز مكانتها أمميًا أكثر من كونه تمكينًا للغة داخليًا. كما أن هذا النوع من (المناسبات) يكفي أن يكون يومًا لمراجعة العلاقة مع اللغة، وقياس امتداداتها في عمقنا العربي في ظل النوازع الكثيرة التي تجتذبنا نحو الخارج العربي”.

Leave a Reply

Scroll to Top