طلبت الطلاق من زوجي وطلقني.. الحكاية من الألف للياء

طلبت الطلاق من زوجي وطلقني.. الحكاية من الألف للياء

 

كلمة طلاق ليست هينة كما تبدو، أربعة حروف قد تكون نهاية مأساوية لحياة زوجية رائعة، لكنني أردت أن أسدل الستائر باكرًا، نعم، بالرغم من أن زوجي هو من قالها لكنني من دفعته لذلك، تارة تحكمات والدتي، تارة أقوم باستفزازه، وأخرى أطلب الطلاق بلا داعي، لم أكن أعلم أن مصيري سوف يكون كذلك، دعيني أخرج لكِ ما بي صدري من عبارات على لسان موقعنا.

طلبت الطلاق من زوجي وطلقني

كنت أحبه، لكن بطريقتي الخاصة، تلك الطريقة التي أفسدت كل شيء، فقد بدأت قصتنا منذ أن كنت في عامي الأخير من الدراسة، فأنا تلك الفتاة المتفوقة التي لا ترى في دربها سوى ذاتها، ذاتها فقط، وهذا ما علمتني إياه والدتي منذ نعومة أظافري.

فإن كان لابد أن أنسب سبب طلاقي لشخص سواي، فيلا يمكنني أن أنسبه إلا إليها، حيث كانت تشعرني أنني المرأة الوحيدة على ظهر هذا الكوكب، وعندما يتقدم أحد لخطبتها، يمكنها أن تتعالى كيفما تشاء وتكون على يقين بأنه سوف يلبي لها كل طلباتها، كما لو أنه سيحرم من الجنة إن لم يفعل.

أي حد من البلاهة وصلت إليه وأنا كنت أسير خلفها كالعمياء!!

تقابلنا أنا وهو وكانت نظرات الرضا دومًا عنوانًا له، كنت أستغرب كيف يكون شخص في بداية حياته ويواجه تلك العراقيل التي يواجهها، ومع ذلك يبتسم ويحمد الله على ما به، تلك الشخصية أثارت فضولي حينها.

لذا وددت التقرب منه، ليس من أجل الزواج ولكن لأعرف كيف يتعامل مع كافة الأمور بتلك العقلانية وطيب النفس، وقد تكون تلك الميزة التي جعلتني أوافق على طلبه للزواج مني بعد فترة، ولكن لم أكن أعلم أنني عندما أتهاون به كون طبعه لينًا وأطلب الطلاق يطلقني على الفور كما لو أنه لم يحبني يومًا.

أتدرون، كان معه كل الحق حين فعل ذلك، فقد بات الأمر يشكل حملًا على كتفه وكان لابد من التخلص منه، خاصة وأنني أنا من طلبت ذلك.

خطبتنا وسيطرة والدتي

لم يكن مقدار حبي له مثل عشقه لي، وهذا ما تبين أمامي في العديد من المواقف، فمنذ أن أخبرني بأنه يود التقدم لي، وجدني أوميء رأسي بالموافقة على الفور، لكنني كنت أضع في رأسي أنه سيتزوج ست البنات كما يقال، فليتعب قليلًا.

والدي رجلًا مسنًا ولديه الخلق القويم، لا تعجبه دائمًا تصرفاتي أو تصرفات والدي، لكنه يرضخ أمام إجماعنا على أمر ما، فصحته لم تعد تساعده على الجدال كما السابق، وهذا ما كنت أستغله، أو نستغله أنا ووالدتي على الأحرى.

فعندما أتى ذلك الشاب للتعرف على عائلتي، وجد والدي الطيب يقابله بوجه بشوش، في حين كانت أمي ترى أنه لا يليق بي من الناحية الشكلية، ولكننا سنتواضع ونوافق على طلبه ولكن بشكل مبدئي.

تمت الخطبة في إطار عائلي، “هذه شبكتك يا حبيبتي، كنت أدخرها منذ زمن بعيد، فقد رأيتها في مكان خارجًا بينما كنت مسافرًا واشتريتها ولا أعلم من هي صاحبة النصيب”تلك العبارة التي قالها خطيبي عندما ألبسني إياها، وفي الحقيقة كانت مميزة للغاية.

لكن كيف يسير الأمر بهذه السهولة! أخبرته أنني تنازلت وقبلت تلك الهدية، ولكنني أود الحصول على خاتم آخر وليكون سوليتير، ولن أحدد معاييره، كوني لا أعلم حالته المادية كيف وضعها الآن، ولا أخفيكم خبرًا هذا ما أملته عليّ والدتي.

لم يعجب كلامي خطيبي ولا ذويه، فأنا لم أتردد في قول ذلك أمامهم، وكان الرد حينها من والدته، حيث قالت: الشبكة هدبة العريس لعروسه، وتكون على حسب قدرته، لكنني لم أعرها اهتمام.

مرت الأيام وأخبرني خطيبي أنه سيجلب لي ما أريد، ولكن يجدر بي الصبر قليلًا، ولا داعي لأن أخبر أهله عن الأمر، تنازلت ووافقت، وانتظرته وقد أوفى بوعده.

العديد من المواقف تكررت على تلك الوتيرة، أمي تملي عليّ ما الذي أقوم به وأفعله معه، وكيف تكون السيطرة لي، أو بالأحرى لها، وحينها سأتملك منه، ولن يستطع أن يكمل حياته بدوني، ويكفيه أنني أنير عمره، فقد فاز بي كما كانت تقول والدتي.

10 أسباب للدوخة أثناء العلاقة الحميمة.. وهكذا تتخلص منها

تزوجنا وزادت سيطرتي

بالفعل تزوجنا، واستطاع زوجي أن يقفز فوق كل الحواجز التي وضعناها له، كان الأمر لا يروق لأهله، كونهم يشعرون بأنه يظلم نفسه بيديه، وأشهد الله أنه كان معهم كل الحق.

فقد تحاملت عليه كثيرًا، يحق له أن يطلقني عندما طلبت الطلاق.

فبع الزواج لم تنتهي ألاعيبي أنا ووالدتي أو تقف عند هذا الحد، بل زاد الأمر ليصل إلى التدخل في الشئون الخاصة، والدتي تخبرني ما يجب أن أفعله وما لا أفعله.

عملي هو المقام الأول، أنا لست خادمة، فليأت بمن تقوم بالأعمال المنزلية، إن جهزت له وجبة الإفطار فأنا بذلك أمن عليه زأستحق أن يقف تقديرًا واحترامًا لي، أما عن الإنجاب، فلنر إذا كان يقدر على الأمر بعد عامين على الأقل، وحينما أتأكد من رغبتي في الإنجاب منه.

أي حياة تلك التي كنا نعيشها، وهي بمخطط والدتي، وعلى الرغم من ذلك كان يقابل أفعالي بالتبسم، ولكن ابتسامته كانت تقل حفاوة رويدًا رويدًا.

كما لو أنها كانت تخبرني أن رصيدي في قلبه بدأ في النفاذ، وسيأتي اليوم الذي يتخلى عني فيه، ويجعل مسئوليتي على أعتاق والدتي أفضل، وهي ستعلم كيف ستدبر أمري، أو لربما تبحث لي عن زيجة أخرى أكون فيها مسيطرة أكثر من ذلك.

ستدهشك.. وصفتين طبيعيتين للتخلص من الحبوب تحت الجلد في الوجه

استفزيت زوجي وطلقني

بدأ زوجي في أن يرفض الانصياع لأوامري، كنت أستغرب الأمر، ما الذي يفعله، وأي جرأة تلك التي دفعته للقيام بذلك، ألا يخاف أن أثور في وجهه، أو أتصل بوالدتي لتتدارك الأمر بمعرفتها.

ثم إن ما الذي يدفعه لذلك، هل يعد نفاذ ماله سببًا، هل يعد عدم التفاتي لما يطلبه مني في حياتنا العادية من طلبات طفيفة دافع، لا لا ليس معه الحق، إذن فلابد أن أستعمل طريقة جديدة أجعله من خلالها ينصاع لأوامري كما كان في الماضي.

ليتني فكرت في استقطاب قلبه من جديد بالحب والحنان، والمشاعر الدافئة التي يحتاجها أي زوج من زوجته، وحينها يقتلع عيناه لها إن أرادت.

لكن هيهات، أنا أفعل ذلك، يستحيل، فأنا التي أعلم قدر نفسي جيدًا ولا يليق بي سوى التكبر والتعالي، إذن كلمة الطلاق هي الحل، سأهدده، وسيفعل ما أقول دون أن يتفوه بكلمة واحدة.

انتظرته إلى أن أتى من عمله منهكًا، أقمت بإحضار ما طلبت؟ تلك العبارة التي استقبلته بها وأنا أعلم أنه لم يفعل لما يمر به من اضطراب مادي في تلك الآونة.

لا، لم أفعل، وأعتقد أنني لن أقدر على القيام بذلك في وقتنا الحالي، كان ذلك هو رده، حينها بدأت في التشاجر معه دون شفقة، وكانت آخر عبارة أقولها: إن لم تفعل غدًا، طلقني.

كانت المرة الأولى التي يسمع فيها تلك الكلمة مني، وكان رده: لن أفعل، وحسنًا سأطلقك، قلت له الآن: ظننت أنني بذلك أحكم ربطة عنقه فيتراجع ويحضر لي ما أريد.

لكنه فاجئني بعبارة “أنت طالق” والعجيب أنه تمم الإجراءات بشكل سريع كما لو أنه يشعر بالخلاص من حمل كبير بعد أن أرهق عاتقيه.

لم يجعلني كبريائي أتوسل إليه أن يتراجع، وشجعتني والدتي، ظنًا منا أنه سيعود، لكنه لم يعد، وعندما حاولت أنا التواصل معه بشأن ذلك الأمر، وجدته يغلق كافة الأبواب في وجهي، ومعه الحق، ما الذي عليه فعله، طلبت الطلاق من زوجي وطلقني وتركني لتسلط ذاتي ووالدتي، ربح هو وخسرت أنا.

لذا لا تكرري مأساتي وتتركي زمام أمر زواجك لغيرك، ولو كانت والدتك، ولا تجعلي للتكبر بينك وبين شريك عمرك مكان ولا تطلبي الطلاق وأنت لا تعلمين عاقبة ما تفعلين.

 

لمزيد من المقالات 

ثقافة عامة

LIBERTY MAGAZINE

————————————————————————————————————-

Leave a Reply

Scroll to Top