جامعة الطائف تناقش المخزون الأثري والحضاري والتاريخي للغة العربية

قدمت جامعة الطائف -ممثلة في كلية الآداب- مجموعة من الأنشطة والندوات والجلسات والأمسيات الشعرية في فضاءات اللغة العربية، شملت القصائد العربية المغناة، وأطروحات ثقافية، في ظل سعيها لإبراز المخزون الأثري والحضاري والتاريخي الذي تمتلكه لغتنا العربية.

وركزت الجامعة -من خلال برامجها- على الحياة الثقافية والفكرية والأدبية للغة العربية، والتعريف بدورها في الحيز العام لمجتمع الطائف؛ عبر تشجيع هذا النوع من الأنشطة بعدد من الفعاليات التي تهتم بالفئة الشابة الواعدة، وتقديم المحاضرات عبر منصاتها الإلكترونية، بمشاركة عدد من المتحدثين والمهتمين في الأثر الحضاري وتاريخ اللغة العربية، وبحضور كوكبة من الكتاب والمفكرين والمؤرخين.

“اللغة العربية حضارة”

واشتمل البرنامج على معرض لعدد من الطلاب والطالبات، جسد الجوانب الحضارية والثقافية للغة العربية، وكذلك جلسة حوارية بعنوان: “اللغة العربية حضارة” أدارها د.عادل المضيبري، وتحدثت فيها رئيس قسم اللغة العربية د.أمل القثامي؛ سلطت خلالها الضوء على إيمان اللغة العربية بالتعددية، وأنها تحمل ثقافة لا تقوم على مصادرة لغة الآخر، مشيرة إلى استمرار العديد من اللغات في ظل الفتوحات الإسلامية وبقائها، بعكس القوى الاستعمارية التي أول ما تتجه إلى لغة البلد المُستعمر لتغييره.

من جانبها، لفتت رئيس مركز تاريخ الطائف د.لطيفة العدواني، الانتباه إلى امتداد دور اللغة العربية منذ ما قبل الإسلام، مبينة أنه يمثِل امتدادًا حضاريًا أثر في الحضارة الإنسانية، ورفدها بما يوسع من دائرة الفعل المجتمعي.

فيما تحدث د.عبد الله الزهراني عن كيفية استفادة الهندسة في معماريتها من اللغة العربية على المباني، أو في التصاميم المعمارية للمباني وللمنشآت المتعددة الأغراض، موضحًا أن الدول المتقدمة تهتم بلغتها، وتحاول تجسيد بعض من حروفها في منتجاتها المعمارية.

تمكين الوجود اللغوي العربي

وركز أستاذ الحاسبات د.جهاد العمري -في حديثه- على التقنية، وإسهاماتها بشكل جيد في تمكين الوجود اللغوي العربي، وأنها بحاجة إلى مزيد من عناية أبناء العربية.

فيما أشار المختص في البلاغة القرآنية د.محمد البقمي، إلى قوة اللغة العربية وعالميتها، وأن القرآن الكريم في نزوله بهذه اللغة قد أعطاها بعدًا ثقافيًا جديدًا

.

وشهد البرنامج ندوة افتراضية عن اللغة العربية والهوية الحضارية، أدارتها د.أسماء فلفلان، أكد خلاها المتحدث في البلاغة العربية د.محمد العريني، جهود المملكة في تعليم اللغة العربية، مشيرا كذلك إلى جهود المؤلفين السعوديين، خاصة في تأليف الكتب والمراجع التعليمية للغة الغربية للناطقين بغيرها.

“اللغة العربية والهوية الحضارية”

وتحدثت د.أميرة بخاري من خلال ندوة “اللغة العربية والهوية الحضارية”، عن تاريخ دراسة اللغة العربية في الغرب، وما يميز الدراسات الغربية للغة العربية، وجهود المستشرقين في تطويرها، مشيرة إلى المشكلات التي تواجه دراسة وتدريس اللغة العربية في العالم الغربي المعاصر، وإلى مستقبل دراسة اللغة العربية في الجامعات والمؤسسات الغربية.

وتضمن البرنامج لقاءات وندوات تثقيفية، تصدرها الأثر الحضاري للغة العربية في أوروبا “شبه جزيرة إيبيريا نموذجا”، أكد فيها أستاذ التاريخ الوطني المساعد بجامعة الطائف د.جيهان شار، أن اللغة العربية جزء مهم من حضارتنا التي انتشرت في أوروبا منذ العصور الوسطى، وكانت السبب المباشر في أن يسطع نور العلم والمعرفة على أوروبا بأسرها.

وأفاد د.أحمد دقماق، أنه خلال العصور الوسطي تُوجت اللغة العربية كلغة عالمية في الشرق والغرب، وكانت الوعاء الذي استوعب، وصيغت وكتبت من خلاله لغة العلوم والآداب والفن والتاريخ، وانتشر تأثيرها في جميع لغات المناطق والبلدان التي كانت ضمن دول الحضارة الإسلامية، كما امتد تأثيرها إلى معظم اللغات الأوروبية، وألقت الندوة الضوء على مدى تأثير اللغة العربية في اللغات الأوروبية تطبيقًا على شبه الجزيرة الإيبيرية.

Leave a Reply

Scroll to Top