تطلقت بسبب ام زوجي.. تقول: حماتي كانت تتدخل في حياتنا

تطلقت بسبب ام زوجي.. تقول: حماتي كانت تتدخل في حياتنا

 

حماتي، اااه من حماتي، كانت تلك المرأة بمثابة الحرباء التي تتلون بألوان عدة، وكنت أكذب حدسي وأقول في قرارة نفسي: اعتبريها أمك، لكن منذ اليوم الأول من زواجي، وأخبرتني بتصرفاتها أنها الآمر الناهي، وإلا لن يكون لي مكان ببيتي وستجعلني أرحل وتاتي بمن تقول عنها (ست ستي) وكانت النتيجة تطلقت بسببها، دعي موقعنا يخبركِ كيف؟

تطلقت بسبب أم زوجي

لا أعلم لماذا كانت تضعني تلك المرأة في رأسها، على الرغم من أنني وبشهادة المحيطين لم أعاملها سوى بما يرضي الله عز وجل، كنت أتقي الله فيها، وأحبها وأتواصل معها يوميًا، أكثر مما كنت أحدث والدتي حينها، كي لا يكون كما يقال (يومي أسود) بسبب غيابي عن أم زوجي وعدم سردي لكافة ما أقوم به إليها.

في الحقيقة تحملت الكثير من مثل تلك الأمور إلى أن طفح كيلي، وفكرت حينها إن كان الطلاق هو الحل، فلما لا؟؟ وبالفعل تطلقت وكان السبب أم زوجي.

ده ابني الوحيد

تلك العبارة التي لا تزال تتردد على مسامعي حتى الآن، قيلت يوم أن أتى من كان زوجي إلى دارنا يطلب يدي، جاء ومعه والدته وأخته الصغيرة وكذلك الكبيرة، أما عن والده، فقد توفاه الله منذ زمن بعيد، وأعتقد أنني عرفت سبب وفاته في سن مبكرة.

يومها كانت تلك المرأة متأففة، متعجرفة، يسكن بين حاجبيها رقم ١١١ لم يتحرك طوال تلك الجلسة، لا يهم، فهو شخص مهذب، لطيف، خجول، مميز بطباعه التي لا نجدها في عصرنا هذا، وأختيه مثله، وكل منهما تنظر إلي نظرة رائعة، لم أكن أعلم أنها نظرات شفقة.

كل ما قالته حماتي السابقة يومها: “جئنا لنطلب يد ابنتكم لابني الوحيد، هي اختياره، وأنا مقدرش أقف في طريق سعادته”.

الغريب في الأمر أنها حتى عندما شرعت تقول تلك العبارات لم تحاول أن تبتسم أو تفك عقدة الرقم المتشكل بين جاجبيها، لدرجة أنني ظننت أن ذلك التعبير إنما هو وجهها بطبيعته.

على كلٍ تمت الخطبة، وطلبت من خطيبي الحصول على رقم زالدته من أجل التواصل معها بشكل مستمر.

– ألو!!

– أيوة مين؟؟

– أيوة يا طنط أنا فلانة خطيبة ابنك.

– أه أهلًا، إيه طنط دي يا حبيبتي، دانا أصغر منك.

– ههههههه، طبعًا.

– قوليلي باسمي دلعي أو ماما، إنتي بقيتي بنتي التالتة، ولا إيه؟؟

– طبعًا يا ماما، ربنا يخليكي ليا، طمنيني على صحتك.

– أنا زي الفل يا حبيبتي، سلام.

– سلام.

أغلقت المكالمة وأنا أستغرب طريقتها في التعامل معي، ولكن لا بأس، لربما هي تتعامل بتلك الطريقة كوني مستجدة بالنسبة إليها.

حماتي تتدخل في كافة الأمور

من الطبيعي أن تحضر أم العريس خلال جلب الشبكة، لكن هل من الطبيعي أيضًا أن تحدد اسم المحل، وعندما نذهب إليه نجد أنها قد اتفقت مع صاحبه بشكل مسبق، وأننا هنا فقط من أجل أن نتمم الاتفاق؟؟

هذا بالفعل ما حدث، وجدتني ارتدي الشبكة التي اختارتها أم زوجي، أما عن الرجل الذي سيكون شريك حياتي، فكان كالمرهم، يداوي الموقف بعبارة: معلش، ماما طبعها صعب شوية، اعتبريها أمك.

لكن مرت الأيام ووجدتها تتدخل في كافة التجهيزات، ليست تدلي برأيها وتترك لنا حرية الاختيار، إنما تختار وتتفق وتقوم بكافة الإجراءات، ثم تطلب منا المجيء كي نكون في الصورة العامة، نحن من قمنا باختيار كل شيء.

هنا طلبت من الرجل الذي كان زوجي أن نتقابل خارجًا ونتناقش كي نضع حلًا لتلك المهزلة، وإلا فلننهي تلك الخطبة ويظل بجوار والدته، وياليتني فعلت ذلك.

تقول: زوجي يسدحني بقوة ويعطيني خيطين أو أكثر..!

بعد الجواز كل ده هيتغير

تلك العبارة التي قالها خطيبي حينها: متقلقيش يا حبيبتي، كل ده أيام وهينتهي، هنبقى في بيتنا وبابنا مقفول علينا، أوعدك كل ده بعد الجواز هيتغير، عدي معايا الدنيا، ومعلش اعتبريها أمك!

ظللت صامدة بين المواقف التي كانت كما الصواريخ التي تخرج من رأسي بسبب تلك المرأة، والتي لم أعلم إلى الآن لماذا كانت تفعل ذلك معي، ووصل الأمر إلى أن اختارت فستان زفافي بنفسها.

حينها تذمرت وانزعجت وتشاجرت مع خطيبي ولكن في نهاية المطاف وقبل أن ينطقها، نهرته قائلة: لا تقولها فقد حفظت، اعتبريها أمك، لكنها لو كانت أمي القائمة بكل ذلك لكنت استطعت أن أوقفها عن هذا.

تسلط حماتي من أول يوم جواز

هااا، إيه الأخبار؟ مش كفاية نوم؟؟ تلك العبارة قالتها حماتي لي في صباح ليلة زفافنا، لا لم يكن الأمر عبر مكالمة تليفونية، بل وجدتها تقف في غرفة نومنا في تمام الساعة العاشرة صباحًا.

نظرات الحسرة المندمجة بالصدمة كان تكسو عيناي، وكأنني في كابوس مزعج أود أن ينتهي، وقد لاحظت والدته الحنونة الأمر، فاستكملت: انتي متعرفيش إني معايا مفتاح ولا إيه، يلا أنا حضرتلكم فطار وجبته معايا، قومي كدا وصباحية مباركة يا حبيب ماما.

حبيب ماما!! دانا هقتلك وهقتل ماما، ولكن تريثي، لا تحل المشكلات بتلك الطريقة، لربما يكون ذلك في بداية الزواج فقط، كما يقولون تذبح لي القطة، وفترة وجيزة وينتهي كل ذلك.

مرت الأيام والوضع كما هو عليه، وعلى المتضرر أن يصرخ في صمت، كلما تحدثت مع زوجي في تدخل والدته بكل ما نقوم به، يخبرني أن أصبر وأنه ابنها الوحيد، وحين سألته لماذا تمتلك أمه نسخة من مفتاح بيتنا وتستخدمها بتلك الطريقة، قال لي: انتي مش عاوزة أمي تدخل البيت؟؟ اعتبريها أمك.

لم يكن تدخلها فقط من أجل الفضول، وإنما لتبدي اعتراضها على كل ما أقوم به، هذا تبذير، ذلك غير صحي، نظفي البيت جيدًا، ما هذه الفوضى، والكثير من العبارات التي جعلتني أشعر كما لو أنني في النسخة الثانية من فيلم (تيتة رهيبة)

أم زوجي عندي بالبيت

لم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي يوم من الأيام، أتت أم زوجي كعادتها وفتحت الباب باستعمال مفتاحها، وقد جلبت معها حقائب ملابسها!!

هقعد معاكم حبة، نفسيتي تعبانة ومش عاوزة اقعد لوحدي، ولا بيت ابني مش هيسعني؟؟ تلك هي الكلمات التي قالتها حينها، وكان ردي: لا طبعًا يا ماما على راسي ولو مشالتكيش الأرض أشيلك في عيوني.

صدقًا كنت أعاملها أحسن معاملة، وبشهادة الجميع حتى بناتها، والتي كانت كل منهما تأتي لزيارتها في منزلي وتجلس اليوم بأكمله وأقوم أنا بتقديم الخدمة الخمس نجوم لكل فرد من أفراد عائلة زوجي الكريمة.

مرت الأيام ولم ترحل حماتي وتعود لمنزلها، وبينما نحن جالستين أمام التلفاز، وجدتها تقول لي: هاتي مية سخنة وتعالي ادعكيلي رجلي!!

نعم؟؟

زي ما سمعتي، عندك اعتراض؟؟!

لا حضرتك زي أمي وكل حاجة بس ليه أعمل كدا؟؟ حضرتك تعبانة ممكن نروح للدكتور، أو لو عاوزة تعملي باديكير في بنوتة كنت بتعامل معاها ممتازة وتيجي لحد هنا كمان.

لا يا حبيبتي انتي اللي هتعملي كدا، وكلمتي لازم تمشي في البيت ده وإلا أخلي جوزك يطلقك ويجيب ست ستك.

في تلك اللحظات فتح زوجي الباب وقد أتى من عمله، أخبرته بما حدث وأنا أشعر بالمهانة، لكنه كعادته بدأ في أن يهدأ من روعي، ويخبرني أنها والدته ولا بأس في الانصياع لأوامرها.

قلت له: أولًا كدا أوعى تقولي اعتبريها أمك، أنا أمي عارفة حدودها كويس ومش هتعوز تخرب على بنتها، اسمع انت كلامها، لكن أنا لحد هنا ولا، كرامتي فوق كل شيء، وبعدين هي لو قالتلك تطلقني هتطلقني؟؟؟ المفاجأة أنه كان صامتًا حينها ولم ينطق بكلمة واحدة، على الفور قمت بالاتصال بوالدي، والذي أتى ليصطحبني معه بعد أن تشاجر مع زوجي ووالدته.

جلست أفكر في بيت أبي ما الذي يمكنني فعله؟ وحينها أدركت أن الطلاق آت لا محالة، فليأتي عن طريقي أفضل، خاصة وأن زوجي على الرغم من كل ما حدث ظل سلبيًا في التعامل ولم يبد أي بصيص أمل يشعرني بأن تسلط والدته سوف ينتهي أو حتي يقل.

بالفعل تطلقت عن طريق المحكمة بعد مرور عدة أشهر، وكانت السبب هي والدة زوجي، لذا أنصح أي من الفتيات بالتعرف جيدًا على زوج المستقبل ووالدته خلال فترة الخطوبة قبل الوقوع في الفخ.

 

لمزيد من المقالات 

ثقافة عامة

LIBERTY MAGAZINE

————————————————————————————————————-

Leave a Reply

Scroll to Top