اللغة العربية لها إسهامات في الحضارة الإنسانية العالمية 

يصادف اليوم العالمي للغة العربية 18ديسمبر من كل عام، وتسلط اليونسكو هذا العام الضوء على المساهمات الغزيرة للغة العربية في إثراء التنوع الثقافي واللغوي للإنسانية، فضلًا عن مساهمتها في إنتاج المعارف، وذلك من خلال موضوع هذا العام وهو “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية“.

وأكد أستاذ اللسانيات والترجمة بكلية الآداب جامعة الملك فيصل، خليفة الميساوي، على مركزية اللغة العربية وإسهامها في البعد الإنساني، وذكر أن الناظر إلى الخريطة الجغرافية التي وطأتها أقدام العرب والمسلمين منذ نزول القرآن الكريم إلى اليوم يلحظ، بلا شك، قيمة هذه اللغة، ودورها في المنجز الحضاري والثقافي الإنساني.

وامتدت الرقعة الجغرافية للناطقين بالعربية، في العصور الوسطى، شرقًا إلى الصين والهند وإندونيسيا، وغربًا إلى الأندلس جوهرة الحضارة العربية، التي أثرت في بقية القارة الأوروبية. يدل هذا البعد الجغرافي على مركزية اللغة العربية، وإسهامها في تكوين البعد الإنساني حضاريًا وثقافيًا وعلميًا.

آثار مادية على المستوى الحضاري

فعلى المستوى الحضاري، نلاحظ ما خلفه انتشار اللغة العربية من آثار مادية، تمثلت في بناء مساجد ومدارس إسلامية، مثلت رموزا جوهرية في تكوين الإنسان المسلم الثقافي والعلمي والسياسي.

وعلى المستوى الثقافي أسهمت اللغة العربية في نقل جملة من العادات والتقاليد، من بلاد العرب إلى البلدان الأخرى، التي تأثرت بها خاصة في اللباس والأكل والسكن، وما زالت هذه العادات والتقاليد منتشرة في كثير من أصقاع العالم؛ رغم ما عرفه العالم من تطور وحداثة، فنجد إلى اليوم في البلدان الآسيوية من يرتدي اللباس العربي الإسلامي مع اختلافات ثقافية بسيطة، والأمر كذلك في بعض بلدان إفريقيا التي ما زالت تحافظ على تدريس اللغة العربية من أجل الحفاظ على الدين الإسلامي.

أ.د. خليفة الميساوي يؤكد على مركزية اللغة العربية وإسهامها في البعد الإنساني - اليوم

مراكز علمية قديمة وحديثة

أما على المستوى العلمي، فلا شك في أن هناك مراكز علمية قديمة وحديثة، أسهمت اللغة العربية في تكوينها، ويتجلى ذلك من خلال الكتب العلمية في شتى الاختصاصات التي تركها العرب والمسلمون في مكتبات العالم، ومثلت إرثًا علميًا عظيمًا، أسهم في التطور العلمي العالمي، وخير دليل على ذلك آلاف الكتب العربية التي ترجمت إلى لغات أخرى، من أبرزها اللغة الفرنسية والانجليزية والألمانية. وكانت أكبر الجامعات وأقدمها، مثل السربون وأكسفورد وكامبريدج فاتحة لأقسام اللغة العربية وتهتم بتدريسها، وهي اليوم تدرس.

Leave a Reply

Scroll to Top