الخط العربي هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية

الخط العربي هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية

 

حاز الخطاط حسين أحمد السري، على كثير من الجوائز في مسـابقات الخط العربي، وشارك في عديد من المحافل، إذ تتلمذ على يد كبار الخطاطين، ومارس الخط بشكله الكلاسيكي والمعاصر، بكثير من الاجتهاد والمواظبة.

السري نظم عددًا من المعارض الفرديّة لأعماله، وشارك في معارض جماعية، وحصلت أعماله الفنية على جوائز وشهادات تقدير.

الحس الموسيقي وجرأة القلم

الخطاط حسين أحمد السري، من مواليد حضر موت في اليمن، ويقيم في الكويت، يتمتع بحس موسيقي روحي، وجرأة قلمه وقصباته على الورق، وكل حرف يكتبه، والخط العربي بذاته، يشهدان له بالتمكن والتميز.

درَّس الخط العربي وتدرَّب عليه، وله جملة من الآراء اللافتة بخصوص الخطاط والتشكيلي والاتجاه الحروفي وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالفن الذي عشقه منذ الصغر، ويمارسه بحب وموهبة وخبرة حتى اليوم.

ويرى السري أن الخط العربي موهبة ومن أصعب الفنون الإسلامية، باعتباره هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية هي اليد.

الخطاط حسين السري يشارك بأعماله في معارض الكتاب - اليوم

صعوبات تعلم الخط

يقول حسين السري إن عدم توافر مناهج للخط العربي صعَّب من تعلّمه، وأردف: “حرصت على الدراسة للتسهيل على الفنانين والباحثين عن هذا الفن العظيم ليجدوا شغفهم بطريقة سهلة وميسرة”.

وأضاف: “وفَّرنا الأدوات التي تسهل على الباحثين مهمتهم، ونشارك في تقديم دورات لتحسين الكتابة اليومية للمقررين والسكرتارية والأساتذة والأطفال والطلاب والعاملين في قسم الجنايات وكتابات المحاضر بكراسات لتحسين الخط بالقلم العادي”.

ويرى أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه انتشار الخط العربي، منها أن كثيرًا من الجهات الرسمية أصبحت تتجه إلى التكنولوجيا، اعتقادًا منهم أن وظيفة الكتابة باليد غير متاحة وغير مطلوبة في الوقت الراهن، كما أن الخطاطين يواجهون صعوبات في الوصول إلى الجماهير، بجانب عدم وجود من يعلم الآخرين الخط العربي.

تبسيط المناهج في معارض الكتاب

أكمل السري: بدأت بتيسير وتبسيط المناهج في معارض الكتاب، حتى يجد الجمهور ما يناسبه من هذه الاحتياجات، وأتمنى أن أصل إلى 100 مليون ورقة مطبوعة خلال كراساتي، وإصدار مناهج تعليمية”.

وطالب الخطاط اليمني بترجمة الكراسات إلى الإنجليزية والإيرانية والتركية.

وأضاف أن الكتابة لا تقتصر على قواعد الخط، بل الاهتمام بالطريقة المثلى لاختيار الورق ومعالجته وإعداده للكتابة، حتى تتمكن من إنتاج الأعمال الفنية لعرضها في معرض خاص، أو للمنافسة في مسابقات الخط.

طباعة 3 ملايين ورقة تخدم الخط العربي

بيَن السري أنه ألَّف وأعد كراسات وكتب الخط لتلبية حاجة الدورات، وجرى طباعة قرابة ١٠٠ إصدار بما يعادل ٣ ملايين ورقة تخدم الخط العربي، وهذا يعتبر رقمًا قياسيًا.

وعن اختلاف وجهات النظر بين الخطاطين والتشكيليين، يقول السري: “تبقى محاولة توظيف قدرات الخط العربي في خلق منجز بصري معاصر، محاولة مهمة ونبيلة الأهداف والغايات، يجب دعمها ورعايتها ودراستها، لتأخذ أبعادها الكاملة”.

وأردف: “على صعيد اللوحة الحروفيّة التي تحاول فتح قدرات الخط العربي على فنون العصر، أو على صعيد اللوحة الخطية الكلاسيكية، فنحن بحاجة للتوجهين”.

وأكد السري أن الخط في البداية، يجب أن ينهض على القواعد، ويتطلب تمرينًا حتى تمام إتقانه، وهناك خطاطون يتدرَّبون سنوات، ويبقى خطهم على حاله، لأنهم لا يعودون إلى مراجع الأساتذة، أو يتابعون لوحات الذين سبقوهم، فأسرار الخط تكون عادة عند الأستاذ.

إعداد وإنتاج 50 ألف أداة اللخط العربي

ذكر السري أنه قدَّم عددًا من الإنجازات في خدمة الخط العربي منها تقديم ١٠٠ مطبوعة تعليمية للخط والزخرفة الإسلامية، وأكبر منتج مؤلف لكراسات الخط عالميا، ونحو ٧٥ دورة خطية للموهوبين في الكويت، بجانب تصنيع وتجهيز آلاف أدوات الخط العربية يدويًا، ونشر ثقافة الخط العربي بالجامعات والمعاهد والمشاريع الشبابية العامة.

ولفت إلى أنه شارك في معارض الموهوبين ومعارض الكتاب، لنشر ثقافة الخط العربي بأكثر من ١٠٠ فعالية، بجانب تأهيل ما يقارب من ٥٠٠ خطاط مبتدئ بين خطوط الرقعة والثلث وتحسين الخط للصغار والكبار، فضلًا عن إنتاج وإعداد ٥٠ ألف أداة للخط العربي شملت: (صناعة وبري وقص وتنعيم سلايات ورؤوس حديدية وخشبية، وأقلام فاخرة للجيب، وأطقم بلاستيكية، ومجموعات الخط المتكاملة، وكراسات الخط بمعارض الكتاب) لتوزيعها على ٣٠ موزعًا في العالم.

واستطرد: “عملنا على تجهيز وصناعة آلاف الأوراق الخاصة بالخط العربي من الورق اليدوي المعتق، لغرض كتابة اللوحات، لخدمة المبتدئين في بداية التعلم للخط العربي”.

لمزيد من المقالات 

ثقافة عامة

LIBERTY MAGAZINE

————————————————————————————————————-

Leave a Reply

Scroll to Top