الحرف اليدوية بخيبر.. موروث مستوحى من مكونات الطبيعة

تشكل الحِرف اليدويّة المتنوعة لدى سكّان محافظة خيبر جزءًا من تراثها المستوحى من الموارد الطبيعية الزراعية والحيوانية، حيث تشكل أهميتها حتى وقتنا الحاضر، استطاع من خلالها السكان الاستفادة منها.

وقالت مجموعة من النساء اللواتي يعملن في الحرف اليدوية، وترويان نورة، ومريم الخيبري، المتخصصتان في الخوص التقليدي، إن صناعة الخوص بمثابة العشق لديهن، فهن يعشقن هذه المهنة منذ الصغر، حيث كانت من الأثاث المهم في كل منزل كمفارش المائدة، والحقائب، والقبعات، والمكانس، وحصائر وسلال وعلب حفظ الأطعمة، مشيرتين إلى أن الأعمال أصبحت تستخدم للزينة والديكور، وتحرص السائحات من مختلف دول العالم على اقتناء مجموعة منها كهدايا تذكارية.

مراحل صبغ الخوص

وحول مراحل صبغ الخوص أوضحتا بالقول: “نضع الصباغ في قدر من الماء، وتوضع فيه أوراق السعف، ويترك في الماء بعض الوقت، ويجفف بعد الصبغ مباشرة، ويتم تلوينه بأكثر من لون”.

وتقول الحرفية صالحة عطا الله العنزي المتخصصة في حياكة السدو منذ أكثر من 60 عامًا، إنها ورثت هذه المهنة عن جدتها وأمها، وواصلت تعليم بناتها وحفيداتها، لأهمية هذه المهنة التي تعد من تراث المملكة، حيث تجد إقبالًا كبيرًا من المهتمين، ومحبي هذه الصناعة.

مضيفة: “حياكة السدو تمر بعدة مراحل منذ استخراجها من جلود الماعز والجمال، حيث تبدأ تنظيف الصوف وإزالة العوالق منه باستعمال أمشاط خشبية حتى تصبح أليافه متوازية وجاهزة للنسج، بعد ذلك تتم عملية حياكة الصوف “السدو” عبر آلة الحياكة المصنوعة من الخشب، تليها مرحلة التلوين بالمواد الطبيعية، التي استبدلها البعض بمواد صناعية”.

موروث مستوحى من الطبيعة

أما سوسن الخيبري، المتخصصة في صنع الصابون، فتقول: إنها تقوم بصناعته من المواد الطبيعية في المحافظة كالتمور، والنعناع، والشعير والشوفان وتحويلها لمواد صابونية للجسم والبشرة، بعد أن تدربت عليها مع متخصصات في هذا المجال، مشيرةً إلى أنها تحرص على الحضور في الفعاليات التي تقام في المحافظة، لعرض منتجاتها وبيعها للزوار.

من جهتها ذكرت سليمة العنزي، المتخصصة في صناعة وإنتاج السمن، أن السمن البلدي يمر بعدة مراحل، حيث تجمع الحليب وتغليه، ثم تنتظر ليبرد، تليه عملية الخوض للحصول على الزبدة، ومن ثم تسخن الزبدة على النار مكونة السمن الذي يحفظ واستخدام وبيعه.

وعن صناعة السبح تقول رسمية الخيبري، التي تميزت في صناعتها فقالت إن الشغف هو ما دفعها لهذه الصناعة التي بدأتها في منزلها، إلى أن توسعت، وأصبحت تملك متجرًا مخصصًا تعرض فيه أشكالًا وألوانًا متنوعة من السبح، مبينةً أن المواد المستخدمة في السبح طبيعية كأخشاب النخيل، والأحجار، والحرات البركانية، التي تشتهر بها المحافظة.

Leave a Reply

Scroll to Top