حكاية “الثلاثي المرح” أصحاب أشهر أغاني رمضان، ومشاركتهم مع
العندليب، ولماذا اعتزلن؟
فرقة الثلاثي المرح… هناك كثير من الفرق الغنائية التي ظهرت في مصر وانتهت دون أن يعرف أحد عنهم شيئًا، ولكن كانت لبعض الفرق شهرة كبيرة جدًّا، ولا زالت أغانيها تتردد حتى وقتنا الحالي ومنها فرقة “الثلاثي المرح”.
تلك الفرقة التي اعتادت تقديم أغنيات اجتماعية خفيفة ولكنها رغم شهرتهن وموهبتهم الا انهم قررن الاعتزال، فلماذا؟، هذا ما سنعرفه في السطور القادمة علي “زمان بوست” لنتعرف اكثر عن اهم المحطات الفنية في مسيرة فرقة الثلاثي المرح.
تتكون فرقة “الثلاثي المرح” من ثلاث فتيات وهما “وفاء محمد مصطفى، صفاء يوسف لطفي، سناء الباروني” وتعد الاخيرة هي شقيقة الفنانة سهير الباروني، والثلاثة ليسن شقيقات، وكان الثلاثة يدرسن في معهد الموسيقي العربية، وقدمن فيه حفلات بقيادة الموسيقار صلاح عرام.
ويعود الفضل للملحن علي إسماعيل الذي تبناهن ومنحهن اسم “الثلاثي المرح” وغنَّين من ألحانه «عمركشي حبيت».
وقد بدأت مسيرتهن من خلال الظهور ببعض برامج الإذاعة ومنها “برنامج الهواة” التي تفرد المساحة للأصوات الجديدة وتم اعتمادهم من الإذاعة المصرية في خمسينيات القرن الماضي وبالتحديد عام 1958.
كما اشتركن في الكثير من حفلات (أضواء المدينة) وليالي رمضان التي تحييها الإذاعة، واعتاد الجمهور الإحتفاء بهن واستمع اليهن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أكثر من مرة خلال هذه الأمسيات.
وكان تاريخهن الغنائي الفعلي مميز وكبير حيث قدمنا أغنيات عديدة نحفظها عن ظهر قلب ونستمتع بها حتى الآن مثل “وحوي يا وحوي، سبحة رمضان، أهو جه يا ولاد، العتبة جزاز، البحر بيضحك ليه، منتاش خيالي ياوله، حلاوة شمسنا، ماما يا حلوة، افرحوا يابنات، هنا مقص وهنا مقص، هل هلال الصوم، تعيشي يامصر، أفراح العيد”، ووصل عدد الأغاني التي قدمتها الفرقة لأكثر من 88 أغنية وكانت ايضا لهن أغانٍ باللهجات العراقية، والكويتية، والليبية.
وقد غنّى “الثلاثي المرح” لكثير من الشعراء مثل صلاح جاهين ومرسي جميل عزيز، وكذلك لحن لهن العديدون على رأسهم علي إسماعيل، سيد مكاوي، محمد الموجي، حلمي بكر، ومنير مراد.
لعل البعض يظنون أن أشهر أعمالهن هو اشتراكهن بالغناء مع عبد الحليم حافظ بفيلم “يوم من عمري” من خلال أغنية “ضحك ولعب وجد وحب” عام 1961، الا انهم كان لها مشاركات اخري ومنها أغنية “التلفزيون” التي عرضت في مقدمة فيلم “صغيرة على الحب” للفنانة سعاد حسني عام 1966.
كما شاركن بالغناء والتمثيل في أفلام “الخرساء، شفيقة القبطية، الراهبة، الحلوة عزيزة، غرام في الكرنك، عفريت سمارة”، كما غنين في 4 أفلام، وهي “حياتي هي الثمن، امرأة على الهامش، أمير الدهاء، إجازة صيف” كما شاركن بالغناء في المقطوعة الموسيقية «المماليك» التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب.
خلال مسيرتهم قدمت فرقة “الثلاثي المرح” لون جديدا من الغناء الذي حاز إعجابا و قبولا كبيرين وكانت ومازالت أغانيهم جميلة ومرحة وذات مذاق خاص بأداء ممتع.
كما تميزت الكثير من أعمالهم الغنائية بـتناسبهم لمعظم المناسبات المصرية حتى على المستوى الشخصي كالأفراح المصرية وأعياد الميلاد و المناسبات الهامة كشهر رمضان ولكن رغم ذلك الا انهن قررن الاعتزال في قمة نجحاتهم وشهرتهن ليس لخلاف بينهن إنما بـسبب الزواج.
حيث ظلت الفرقة تقدم أغنياتها حتى حقبة السبعينيات حتى جاء وفاة الموسيقار “على إسماعيل” وانشغال كل منهن بالحياة العائلية، فقد اتجهت وفاء للعمل بـالتدريس ثم انتقلت إلى دولة عربية للعمل هناك، أما سناء فتزوجت من المخرج الكبير الراحل حسن الإمام وفضلت الاستقرار الأسري، وصفاء تزوجت أيضاً من المخرج سامي أبو النور، ورغم انقطاعهن عن مواصلة العمل الفني، إلا أن صداقة متينة بقيت تجمعهن.