أثر الأفلام الإباحية على الحياة الزوجية.. وضررها الطبي والنفسي

أثر الأفلام الإباحية على الحياة الزوجية.. وضررها الطبي والنفسي

مع توافر التكنولوجيا وثورة الاتصالات أصبح الإنترنت موجودًا في كل منزل، ومن الجدير بالذكر أنه سلاح ذو حدين، فكما يوجد من يستخدمه لأغراض مفيدة هناك أيضًا من يستخدمه في نشر الإباحية وإدخالها منزله؛ مما ينتج عنه آثار سلبية كثير ليست على الأطفال فقط بل وعلى الكبار أيضًا، وهذا ما نناقشه عبر موقعنا.

أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية على السعادة الزوجية

قد يعتقد البعض أن الزواج يوقف إدمان المواد الإباحية بمختلف صورها لكن في حقيقة الأمر أن هناك بعض المراحل من الإدمان سواء عند الزوج أو الزوجة لا تتوقف حتى بعد ممارسة الجنس الحقيقي، والسبب في ذلك هو إفراز المخ هرمون يزيد من رغبته في مشاهدتها؛ لأن العقل ربط مفهوم السعادة والوصول إلى حالة النشوة من خلال ذلك؛ مما يتسبب في آثار سلبية خطيرة ومن أهمها:

1- عدم الشعور بالرضا الجنسي

يجب أن نعلم في البداية أن ما يظهر في الأفلام الإباحية هو محض تمثيل وتزييف للعلاقة الجنسية الحقيقية، لأن تلك الأفلام هي صناعة هدفها الإثارة وجلب المشاهدات ليس إلا، ولا تعبر عن الحياة الجنسية الحقيقية بين الزوجين، فعادةً ما يقارن الزوج المدمن على الإباحية بين زوجته والممثلات التي يشاهدن في تلك الأفلام، المقارنة التي تعد ظالمة، مما ينتج عنه إحباط الزوج من الليلة الأولى عندما لا يجد ما كان في مخيلته.

من مظاهر عدم الوعي الجنسي أن يتهم الرجل زوجته بالبرود الجنسي لأنها ليست خبيرة في الجنس مثل ممثلات الإباحية التي اعتاد على مشاهدتها، المواد الإباحية ترفع طموحات الرجل بشأن الإثارة والمتعة التي يتوقعها، لأنه لا يدرك أن ما يظهر فيها مجرد مشاهد مصطنعة وحتى بعض مفاتن النساء فيها تكون مزيفة.

كما أنها تجعل الزوج يطلب من زوجته أفعال غريب وأحيانًا محرمة مما يتسبب بالضرورة في تدمير العلاقة الإنسانية وتقليل الاحترام والثقة، وقد يتسبب تقليد الرجل لما يفعله الممثلون في هذه الأفلام في نفور الزوجة من العلاقة الحميمية.

2- الشعور بالخيانة

يعتقد البعض أن مشاهدة الأفلام الإباحية من شأنه أن يحسن العلاقة الزوجية ويعطي المزيد من الخبرة لممارسة طرق جديدة غير تقليدية، بهدف تجديد العلاقة الزوجية، لكن في الحقيقة هذا التفكير خاطئ تمامًا ولا يزيد العلاقة الزوجية إلا خللًا واضطرابًا.

من حق الطرف الآخر عندما يعلم بأمر مشاهدة وإدمان الإباحية أن يعتبرها خيانة خاصةً وأنها محرمة دينيًا، فالكثير من الزوجات لا تكون راضية عندما تعلم أن زوجها يشاهد نساء عاريات وتستنتج بالضرورة أنه يتمناها في مخيلته مما يسبب الشعور بالخيانة وانعدام الثقة.

كذلك عندما يكتشف الزوج أن زوجته معتادة على ذلك تساوره الشكوك حول عفتها ويشك في علاقتها برجال آخرين وقد يصل الأمر إلى الطلاق، ويجب أن تكون الثقافة الجنسية من مصادر علمية وليس من المواد التمثيلية الإباحية لأنها مضللة ولها العديد من الأضرار البدنية والنفسية.

3- ترسيخ فكرة احتقار المرأة

من أكبر المشكلات التي تواجه الزوجة عندما يكون زوجها مدمنًا للإباحية هو محاولة فعل ما يشاهده في تلك الأفلام وهو لا يعي كم الأذى والضرر النفسي والبدني الذي يلحق به بالزوجة؛ لأن الأفلام الإباحية تستهدف الإثارة والرواج يقوم المخرجون بتصوير مشاهد عنيفة بدعوى الإثارة والتحرر، التي غالبًا ما تحتوي على سلوكيات وأفعال عنيفة لا يصح أن تكون بين الزوجين.

بعض مواد الإباحية تعتمد على فكرة عبودية المرأة والخضوع التام للرجل مما يرسخ عند الزوج أن هذا هو شكل الفحولة والرجولة المثالي، وبالتالي يتسبب بالكثير من الضرر على المرأة من الناحية السيكولوجية والفسيولوجية، تنعكس تلك السلوكيات العنيفة بالضرورة على العلاقة الزوجية اليومية في المعاملات وتظهر آثارها السلبية على جميع مناحي الحياة.

يقول خبراء العلاقات أن أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية على الحياة الزوجية قد لا يمكن السيطرة عليها؛ مما يجعل الأمر ينتهي بالانفصال.

4- الشعور بالذنب

من أكثر أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية على الحياة الزوجية هو الشعور بالذنب والخزي، ويحدث ذلك لجميع مشاهديها سواء كان الزوج أو الزوجة، وذلك من أكثر الأشياء التي تهدد الحياة الزوجية وقد تُعكر صفوها، لذا لا بُد من الامتناع عنها.

عندما تشاهد الزوجة المواد الإباحية تعتقد أن أحجام الأعضاء الذكورية التي تظهر في الأفلام هي الأحجام الطبيعية وفترات ممارسة الجنس كذلك مما يرفع سقف طموحها في علاقتها مع الزوج؛ مما يحمله فوق طاقته ويشعره بالذنب.

كما أن الزوج المدمن على الإباحية يريد من زوجته أن تكون مثل الممثلات الإباحيات الخبيرات في الجنس وهذا الأمر غير منطقي بالمرة مما يشعر الزوجة بالنقص والتقليل من شأنها على الرغم من أنها طبيعية ولا يعيبها شيء، ويؤدي ذلك إلى كثرة المتطلبات في العلاقة الجنسية التي تحولها إلى اختبار في كل مرة ويخيم القلق على اللقاء الجنسي باستمرار مما يؤثر بالسلب على النشوة الجنسية مما ينعكس على العلاقة الزوجية بشكل عام.

أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية على المخ

بعد أن تمكنا من التعرف على أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية على الحياة الزوجية، يجدر بنا ذكر أن إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية خاصةً يسبب حالة من السعادة والنشوة اللحظية المزيفة نتيجة إفراز هرمون الدوبامين وهي مادة عضوية تصنّف كيميائياً ضمن الكاتيكولامينات والفينئيثيلامينات.

عندما تُفرَز هذه المواد في جسم الإنسان تسبب الرغبة الدائمة في فعل الشيء المرتبط بها مثل التدخين أو الإدمان أو مشاهدة الأفلام الإباحية مما يتسبب بالضرورة في خلل في الجهاز العصبي واضطراب في المراكز الحسية في المخ، ولا يكون تأثير إدمان الإباحية على الذهن فقط وإنما يسبب الكثير من الاضطرابات النفسية التي تدمر حياة الإنسان لاسيما علاقته الزوجية وينعكس هذا الأمر بالضرورة على الزوجة، كما تؤثر على علاقته بالمجتمع بشكل عام.

قد يصل هذا الإدمان إلى عدم قدرة الشخص على قضاء يوم كامل بدونها الأمر الذي يشابه تمامًا تأثير المخدرات، هذا ما أكدته دراسة بريطانية أجراها باحثون من جامعة كمبردج وتم نشرها في دورية بلس ويعتقد العلماء أن واحدا من بين كل 25 شخص ينتابه السلوك الجنسي اللا إرادي الناتج عن هذا الإدمان ويتمثل في مجموعة من الهواجس الجنسية التي تتبعها بعض السلوكيات حيث لا يمكن السيطرة عليها.

بعد فترة معينة من مشاهدة الأفلام تفقد مفعولها ولا توفر الإثارة التي يطلبها المدمن مما يجعله يتجه إلى مواد أكثر انحرافًا، الأمر الذي يدمر شهوته الطبيعية التي فطره الله عليها.

التأثير النفسي الضار لإدمان الإباحية

تؤثر مشاهدة الإباحية بشكل كبير على العقل البشري مما يتبعه بالضرورة آثار سلبية على التشريح النفسي لمن يشاهدها، الأمر الذي يجعله في كثير من الأحيان يصاب بالاضطرابات النفسية والعصبية التي يصعب علاجها وينتج عن ذلك ضررًا كبيرًا على المحيطين به خاصةً الزوجة.

  • القلق المستمر والتوتر من الآثار السلبية المرتبطة بمشاهدة الإباحية.
  • الإنطوائية والعزلة من أخطر نتائج مشاهدة الأفلام وممارسة العادة السرية.
  • العدائية ضد المرأة يتم ترسيخها في العقل الباطن بسبب احتواء الأفلام الإباحية على العنف الجنسي.
  • قد يصل الأمر بمن يشاهد تلك الأفلام إلى القيام بجرائم بشعة ضد الأناث مثل التحرش والاغتصاب بسبب الأفكار الدونية التي تقلل من قيمة المرأة التي تروج لها المواد الإباحية.
  • في المراحل المتقدمة من إدمان الإباحية تقل المتعة الجنسية بشكل كبير ويصاب من يشاهدها بالبرود وقد يصل الأمر إلى الضعف أو العجز الجنسي التام مما يدمر الحالة النفسية.
  • تشتت الذهن عند التعامل مع المرأة والنظرة القاصرة لها على أنها مجرد جسد وأداة للمتعة فقط من أخطر الأضرار النفسية التي تسببها مشاهدة الأفلام.
  • تحول تلك الأفلام من يشاهدها إلى شخص منشغل بالجنس طوال الوقت عن مهام عمله او دراسته وتقلل قدرته على الإنجاز وتقديم المنفعة للمجتمع.
  • قد يشعر بعض مدمني الأفلام الإباحية بالاكتفاء بها وعدم الرغبة في الزواج وتحمل المسؤولية مما يشكل عائقًا له في حياته الاجتماعية.

أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية على الحياة الزوجية والمخ تُعد من أكثر الآفات التي غزت مجتمعاتنا، كما أنها تؤثر بالسلب على استقرار الأسرة والعلاقات الزوجية، لذلك يجب مقاومتها بنشر الوعي الديني والعلمي، وإيقاف انتشارها في أسرع وقت.

 

لمزيد من المقالات 

ثقافة عامة

LIBERTY MAGAZINE

————————————————————————————————————-

Leave a Reply

Scroll to Top